جامعة القديس يوسف تقيم احتفالا تأبينيا
جامعة القديس يوسف في رأسمسقا فرع لبنان الشمالي تقيم احتفالا تأبينيا للمرحومة الطالبة المجازة نورهان جمال جنيد ..
الشمال نيوز – عامر الشعار
أقامت جامعة القديس يوسف في رأسمسقا فرع لبنان الشمالي احتفالا تأبينيا للمرحومة الطالبة المجازة نورهان جمال جنيد وذلك في قاعة الجامعة الرئيسية نهار الأربعاء الواقع في 30/10/2024 حيث رعى الاحتفال رئيس الجامعة البروفيسور الأب سليم دكاش ،وحضره إلى جانب مديرة الفرع الدكتورة فادية علم الجميل،وثلة من الدكاترة والآباء ، سعادة النائب سجيع عطية ،وسماحة مفتي عكار ممثلا بفضيلة الشيخ خالد إسماعيل ،ورئيس رابطة التعليم الأساسي في لبنان ممثلا بعضو الرابطة الأستاذ محمود السحمراني ،وذوي المرحومة ،وحشد من الأصدقاء والأهالي والمحبين، وقد ألقيت في المناسبة كلمات وجدانية وعاطفية عددت مزايا الراحلة الأخلاقية والإنسانية، وأثنت على دورها الفاعل في الأنشطة الجامعية والخيرية لثلاث سنوات دراسية ،بالإضافة إلى تفوقها و تمتعها بذكاء باهر ،وقدرات فكرية ومعرفية نادرة ما يجعل فقدها خسارة كبيرة لا تعوض .
وفي الختام ،أزيل الستار عن لوحة خط عليها اسم الراحلة ثبتت على صخرة ضخمة في حديقة الجامعة وذلك تخليدا لذكراها ،وأثرها الطيب.ثم تليت الفاتحة عن روحها والتقطت الصور التذكارية.
كلمة والد الفقيدة نورهان الدكتور جمال جنيد
في رابية من روابي بلاطة العروس أحد أحياء عكار العتيقة المستحدثة ،وفي ذلك المغنى المطل على ما حوله ،المتربع في حضن غابة السنديان والصنوبر،نشأت فريدة زمانها ومكانها ،ومن عائلة تزدحمبالعلم والحياة والحركة حيث خيرة الأعمام والأخوال والخالات والعمات والشباب والصبايا تحدرت وترعرعت ،ومن تحت خيمتها البيضاء المفضلة انطلقت ذات الجناحين الفلاذيين وقد خط على جبينها بمداد من نور أنا طائر الإنسانية اللامتناهية ،والتحليق اللامحدود ،أنا المولعة بمنافسة المتفوقين ،أنا بنت الكواكب والنجوم، أحب الناس كل الناس لأنهم عباد الله المكرمين ،أعشق فعل الخير لأنه يرضي الله والنؤمنين،الوفاء ديدني والعطاء والسلام بعض من جسدي وروحي .
لقد اندفعت هذه الاستثنائية ،تشق عباب التحديات والعقبات، إلى جامعتها، في زمن تغمر فيه الوطن الأزمات والنكبات فمن كورونا إلى غلاء الأسعار إلى الانفجارات ،غير آبهة لهذه العواصف الهوجاء كالمارد الذي تتحطم فوق جبينه الصخور،تعلو كتفها جمجمة مثقلة بنفائس الأفكار وأسمى الأحلام والأمنيات والطموحات ،
لم تنطوي يوما أمام عناء الذهاب والإياب ،لا بل كانت،يوما بعد يوم ، تشتد عزيمتها ،ويتضاعف إصرارها،فهي التي
كانت تسافر خمسين كيلومترا أسبوعيا لتبلغ مناهل العلم والمعرفة ،وتقطع مثلها في كل رمضان لتشارك متطوعي أجيالنا في توزيع القوت واللباس على الأيتام والفقراء والعجز لتبلغ بذلك مرتبة الصالحين الأوائل .
وكانت تقطع مثلها أيضا أيام العطل لتؤدي دورا أسند إليها في نشاط جامعي .
وكنت أقول لها نورهان خففي المشاوير غير الضرورية
بابا أنا وعدت مدام فادية بدي انزل وما بقدر زعلها المدام فادية بتجنن يا الله شو طيبة !
والربيتور كمان بياخد العقل إنسان عظيم ومتواضع أنا تواصلت معه بالإيميل ورد علي وحسم لي من القسط بسبب تفوقي .
كانت خفة الظل والبراءة أهم سمات شخصيتها ،وكان التواضع والعفوية ماثلين في حلها وترحالها.
كانت تقضي معظم أوقاتها في المطالعة والبحث والتحقق ،كانت تندفع نحو مساعدة رفاقها وتتحسر على المتسيبين منهم لدراستهم مسدية إليهم النصح كأنهم كلهم إخوتها وأخواتها.
ولكن واأسفاه ما إن تخرجت من جامعتها حتى سافرت سفرتها الطويلة الأبدية .
كانت تستعجل شبابها ومراحل حياتها
فقالت لي مرة عندما كانت في السابع الأساسي بابا متى سأصبح في الثالث ثانوي؟
ومتى سأكون طالبة جامعية ؟
ومتى سأصبح مديرة شركة مهمة أقدم الخدمات للناس؟
أما الآن فكأني بها تطير فوقكم مهللة فرحة مرددة بأعلى صوتها أحبكم جميعا إخوتي وأخواتي الطلاب ،آبائي وأمهاتي الدكاترة والموظفين ،أشتاقكم ،أحن إلى مجالستكم وممازحتكم ،أنا فخورة بأني خريجة جامعتكم اليسوعية،وأفتخر أكثر يا رفاقي عندما تسلكون درب الخير الذي يوصلكم حتما إلى النجاة وتبتعدون عن درب الشر الذي يهوي بكم في وحول المشاكل والأزمات،أسر بكم كلما تفوقتم وأنجزتم ،أفرح كلما أفرحتم أهلكم وأساتذتكم ،أسعد بسعادتكم ،وأتمنى لكم حياة ملؤها الطمأنينة والسلامة والسعادة .
وأنا والدها كذلك الأمر أحبكم وأحترمكم جميعا لأن وحيدتي وأميرتي كانت تحبكم وتحترمكم .
حفظكم الله من كل سوء وحرس بعينه التي لا تنام هذه الجامعة وأهلها.
والحمد لله على قضاء الله وقدره خيره وشره
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

