قبل عدّة أيّام ضجّ الإعلام العبري بخبر تسريب وثائق سِريّة
قبل عدّة أيّام ضجّ الإعلام العبري بخبر تسريب وثائق سِريّة من مكتب رئيس وزراء العـ ـدوّ بنيامين نتنياهو، ولكن رغم أنّ العنوان العريض تمثل بـ “تسريب وثائق سريّة” إلّا أنّ الذي حصل بالفعل حسب بعض قنوات الإعلام العبري هو سرقة هذه الوثائق وتمريرها للإعلام “الأجنبي” بعد رفض الإعلام المحلّي نشرها وتحديدًا إعلام الرقابة العسكريّة والأمنيّة.
عقب هذه التسريبات، بدأت تُفتح قضايا مرتبطة بأشخاص بمناصب عُليا بقضايا فساد ورشوات، أبرزها قضيّة رئيس مجلس هيئة الأمن القومي تساحي هنغبي الذي تمّ التحقيق معه بسبب تلقّيه رشوة بقيمة 10 آلاف شيكل من مقاول عندما كان يشغل منصب وزير التعاون الإقليمي مقابل تقديم خطاب توصية له للموافقة على ترخيص بناء.
وعقب هذا، تدرّجت تسريبات أخرى من الإعلام العبري حول شخصيّات مثل وزيرة حماية البيئة عيديت سليمان وزوجها الذي يحاول إدارة منصبها الوزاري، وذلك عبر فضح الرحلات التي قامت بها تحت حجّة منصبها دون أداء عملها، بالإضافة إلى مغادرة واستقالة عدد من موظفي مكتبها بسبب سياستها هي وزوجها في إدارة المكتب.
لا يمكن فهم قضايا الفساد هذه بمعزل عن إدارة نتنياهو الحاليّة لمكتب الحكومة، فنتنياهو ذاته يُعدّ شخصيّة سياسيّة فاسدة، فقبل اندلاع الحرب كان يواجه معركة قانونيّة من القضاء ضدّه، إلّا أنّ دخول الحرب ومجرياتها غَيّب مشهد الفساد السياسي الخاصّ بنتنياهو، فالوزراء من حوله يتوافقون على الكيفيّة التي يدير بها مصالحه الشخصيّة، أيّ الفساد الذي ينفّذ عبر المنصب السياسي العام، وهو ما وفّر بيئة حكوميّة خصبة لانتشار الفساد وتقييد الرقابة والمحاسبة في ظلّ الفوضى التي يعيشها النظام السياسي الإسرائيلي قبل الحرب الحالية وخلالها؛ تحديدًا مع توسيع جبهات القتال.
الوسط الإخبارية