عبر ندوة حوارية على قناة الأولى الفضائية العراقية…
شارك الباحث والمحلل السياسي الدكتور باسم عساف ، مع كتَّاب وباحثين سياسييّن من مصر والعراق ولندن ولبنان ، بموضوع سقوط النظام السوري المُدوِّي ، على يَد هيئة تحرير الشام ، والتغيير الديموغرافي والجيوسياسي ، الذي إرتسم على الخارطة السورية ، وتأثير ذلك على الوضع اللبناني والفلسطيني ، وتحرك إسرائيل لإستغلال الوضع المستجد في المنطقة …
ومما جاء في مداخلة د. عساف : إن المستغرب بالأمر ، هو السقوط للنظام السوري المتشدد بهذه السرعة التي عكست هشاشة وضعه الداخلي ، عكس ما كان يظهر بالإعلام ، وعلى ضعف علاقاته الخارجية ، عكس ما هو مبيَّن في الوجود الروسي والأميركي والإيراني والتركي على أرض سوريا ، وعكس ما هو مستجد على العلاقات العربية ، التي فتحت أبوابها وسفاراتها ومؤتمراتها للنظام السوري ، كل ذلك لم يقف في وجه المتغيرات بالمنطقة بعد حرب غزة ، وغزو جنوب لبنان والقتل والتدمير ، والتهجير والتفجير لسكانه وأبنيته المدنية ، وقد إندلعت الأحداث بسوريا في اليوم الذي أعلِن فيه تطبيق وقف إطلاق النار بلبنان ، وكأن السيناريو المُعد للشرق الأوسط الجديد يستكمل فصوله ، خاصّةً بأنه يظهر مع إستكمال العدو الصهيوني إعتدءآته وغاراته على المواقع الإستراتيجية والكيميائية ، ومن التمدد وإحتلال أراضي القنيطرة وجبل الشيخ على حدود الجولان والتي أسمتها : (المنطقة العازلة) ، إلى قصف المطارات والثكنات والمواقع العسكرية ، وتدمير الأسلحة الثقيلة ليتجرد الجيش السوري أو القطعات العسكرية ، التي ستنشأ مع الثورة والحكومة الإنتقالية من أي تأثير على توازن القوى معها ، وهذا يعطينا الدليل على الإطمئنان السابق من حالة النظام ، الذي لم يشارك في ساحات الإسناد لغزة وإطلاق المسيِّرات والصواريخ ، والدليل عليه توتر العلاقات مع إيران ، التي إنسحبت من مواقع الدفاع عنه في محنته الأخيرة…
ومما جاء في رد د. عساف : بإنعكاس ذلك على لبنان وفلسطين ، وإستكمال إسرائيل لعدوانها فقال :
لا شك بأن إسرائيل تستغل هذه الأحداث لترفع معنويات حكومتها في إتخاذ الإجراءآت المناسبة لإعتداءآتها ، سيما وأن أهدافها التوسعية لا زالت قائمة لتحقيق غايتها الكبرى …
فهي تستغل المرحلة الإنتقالية للرئآسة الأميركية وعدم إتخاذ القرار اللازم بلجم تحركها وإعتداءآتها وتماديها بالقصف والضرب على هواها …
*وتستغل الإرتباك العربي والإيراني والروسي والتركي ، حول نتائج الثورة والحكم الجديد والمرحلة الإنتقالية في سوريا ، والمخاطر التي تطرأ على التنفيذ ، دون المعوقات وردات الفعل من الداخل أو الخارج ، الذين يتربصون بالثورة ونهجها ومسار الأمور التي ستسلكها ، وهذا سوف يظهر في لبنان بصورة جليّة لما يختزنه من سلبيات وإيجابيات عند الشعب اللبناني ، بين المؤيدين والمعارضين للنظام السوري والحزب الحاكم ، وهي الفتنة التي يمكن إستغلالها من قبل إسرائيل ، للمزيد من التفرقة ومواصلة الحرب على الحزب وجبهة المساندة ، وكل القوى المعارضة ، خاصَّة وأن الأرض اللبنانية، خصبة لزرع هذه الفتنة والشقاق السياسي والأمني ، سيما وأن إتفاق وقف النار ، لم ينفذ كما يجب من قبل إسرائيل ….