بيان صادر عن جمعية الإصلاح والإنماء الإجتماعي في لبنان
- موضوع: الظلم والعدالة الإنسانية: دعوة لإنصاف سجناء رومية.
قال الله تعالى في كتابه الكريم: “إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَىٰ نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَـٰلِمُوا” (رواه مسلم).
وقال سبحانه في سورة الفرقان: “وَمَن يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا عَظِيمًا” (الفرقان: 19).
الظلم في أي صورة من صوره يعد جريمة كبرى تهدد كرامة الإنسان وتسبب له الألم النفسي والجسدي، إن الظلم هو إحدى أكبر الآفات التي تفتك بالمجتمعات والأفراد وتستمر في إلحاق الضرر والتشويه بكل ما هو إنساني في ظل هذه الحقائق، يصبح لزاماً على كل فرد، وكل مؤسسة، أن يتحمل مسؤوليته في الدفاع عن حقوق الإنسان ورفع الظلم عن المظلومين.
•الظلم في السجون: دعوة لإنصاف سجناء رومية.
في هذا السياق وضمن ما يعيشه وطننا الحبيب، نرصد بقلوب مؤلمة معاناة سجناء رومية في لبنان، حيث يعاني عدد من أبناء وطننا في سجن رومية، وتحديداً في مبنى المحكومين، من ظروف حياتية قاسية تزداد حدتها يوماً بعد يوم إن هؤلاء السجناء يعانون من انقطاع مستمر للكهرباء، مما يؤثر بشكل بالغ على حياتهم اليومية، وفي ظل هذا الإهمال لا يستطيعون تحضير طعامهم، ولا الحصول على التدفئة في ظل البرد القارس، مما يزيد من معاناتهم النفسية والجسدية بشكل مضاعف.
إن ما يعانيه السجناء في رومية ليس مجرد تقصير في توفير خدمات أساسية، بل هو ظلمٌ فادح، يقع على هذه الأرواح البريئة ويزيد من معاناتهم، إن حرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية، من كهرباء ورعاية صحية، هو انتهاك صارخ للعدالة الإنسانية فالسجناء، رغم ما يمرون به من ظروف صعبة، يبقون بشراً لهم حقوق وعليهم واجبات، ويجب ألا تُنتزع منهم حقوقهم الأساسية.
- مناشدة للجميع:
من هنا، نوجه نداءً إنسانياً صادقاً إلى جميع علماء الأمة، ورجال الدين، والمفكرين، والقضاة، ورؤساء المنظمات المحلية والدولية، وكل من له القدرة على التأثير في تحسين هذا الواقع المؤلم، يجب أن نتحرك معاً لإيقاف هذا الظلم والعمل على تحسين أوضاع هؤلاء السجناء المظلومين، إن توفير أبسط حقوقهم، مثل الكهرباء، والرعاية الصحية، وتحسين ظروفهم الحياتية، هو واجبنا جميعاً.
نحن في جمعية الإصلاح والإنماء الإجتماعي، نؤمن بأن السجين هو إنسان أولاً وأخيراً، وأنه لا يمكننا أن نغض الطرف عن معاناتهم أو نبرر تدهور أوضاعهم يجب على الجميع أن يسعى بصدق لإنصاف هؤلاء المظلومين والعمل على رفع الظلم عنهم، فحقوق الإنسان لا تقتصر على الأحرار فقط، بل تشمل الجميع دون استثناء.
- دعوة إلى العدالة والمساواة:
إن الظلم لا يقتصر على الخارج فحسب، بل قد يتغلغل في أبسط الأماكن، حتى داخل أسوار السجون ولكننا على يقين أن الحق والعدل لا يمكن أن يُحجما، ولا يمكن لأي ظلم أن يدوم، علينا جميعاً أن نعمل معاً على إرساء قيم العدالة والمساواة في مجتمعنا، من خلال تحسين أوضاع السجناء، وتوفير حياة كريمة لهم، بما يضمن حقوقهم ويحقق العدالة في جميع أبعادها.
إن هذه المناشدة هي بداية لحركة شعبية ووطنية تؤكد على ضرورة تطبيق العدالة والإنصاف، ولن تذهب معاناة هؤلاء السجناء سدى، بل سنواصل معاً العمل على رفع الظلم عنهم، ولن نتوقف حتى يتمكنوا من العيش بكرامة، ولتتحقق العدالة في كل زاوية من وطننا.
نسأل الله تعالى أن يُسهل أمرهم، وأن يرفع عنهم الظلم، وأن يعيد لهم حقوقهم المسلوبة كما نسأله أن يعمّ الأمن والسلام في وطننا العزيز لبنان، وفي سائر بلاد المسلمين.
والحمد لله رب العالمين