لا نريد أنظمة ظالمة
بقلم حاتم الحلفاوي
بسم الله الرحمن الرحيم،
على مر عشرات السنين، كان هناك نظام عربي مستبد تحكمه عائلة نصيرية سورية، هذا النظام الذي مارس شتى أنواع الظلم والفساد لقد شهدنا في ظل هذا النظام القمعي السرقات والقتل المتعمد، التقطيع، الاغتصاب، وكل ما هو محرم من انتهاكات لحقوق الإنسان، ورغم هذه الفظائع التي ارتكبها هذا النظام ضد أهلنا، لم نسمع من بعض إخواننا في الطائفة الشيعية أي كلمة استنكار أو تنديد، بل العكس تماماً، فقد دعموا هذا الظلم وناصروا الظالمين، وشاركوا معهم في ارتكاب الجرائم بحق أهل السنة.
هذا ليس افتراءً ولا كذباً، بل هو واقع مرير شهدناه في وقت من الأوقات، والحديث طويل عن تلك الحقبة التي عشناها، حيث كان الظلم يطال كل فرد في المجتمع دون استثناء، وفي تلك الفترة، كانت القوى الطائفية، سواء كانت شيعية أو غيرها، تقف في صف الظالمين، ولم يكن لدينا سوى الصمت من البعض الذين كانوا يلتزمون الحياد أو يؤيدون الجلاد.
اليوم، تغير المشهد، وتولى السنة زمام الحكم في سوريا بنظام جديد ولكن مع الأسف، ما زلنا نرى ممارسات مشابهة، من قتل وتشريد وانتهاكات محظورة لا تليق بأي إنسان، ناهيك عن أنها تخالف تعاليم ديننا الحنيف، لم يكن من المفترض أن يحدث هذا، بل كان الأجدر بكل من تسلط على رقاب الناس أن يعاملوا أولئك الذين ارتكبوا هذه الفظائع كمجرمي حرب ويحاسبوا على أفعالهم.
ما نشاهده اليوم من قتل ودمار، وردود أفعال انتقامية لا تحل مشاكل الأمة بل تزيد من الشرخ والانقسام نحن كمسلمين أحرار، نرفض بشدة أن يتم استغلال الدين كسلعة سياسية أو فكرية، سواء باسم السنة أو الشيعة، الإسلام بريء من هذه الممارسات التي تقودنا نحو الفتن والدمار، فالظلم لا يفرق بين الطوائف، وكل من مارس الظلم سواء كان من سنة أو شيعة فقد ارتكب إثماً عظيماً في حق الله ثم حق الإنسان.
لا نقبل أن يتم استخدام الدين كغطاء للقتل والانتقام، فإن الإسلام يحث على العدل والإحسان والمساواة بين الناس جميعاً، وكل من يستغل الدين لتحقيق مصالحه أو أهدافه السياسية أو الطائفية فقد أساء إلى جوهر الدين ذاته.
إخواننا في الدين والإنسانية، من الأهمية بمكان أن نرفع شعار الحق والعدل، وأن نضع أيدينا في يد بعضنا البعض لبناء مجتمع يسوده السلام والمساواة والعدالة، ما نحتاجه اليوم هو التوبة والتصالح، لا القتل والانتقام، فلنكن جميعاً رافعي شعار الحق والعدل، ولنضع مصلحة الأمة فوق أي مصلحة فردية أو طائفية.
والله المستعان وإليه المشتكى