من سيعتذر من لبنان وغزة؟

من سيعتذر من لبنان وغزة؟

يرزت في المجتمعات الغربية في العقود القليلة الماضية، ظاهرة بين كبار المسؤولين فيها تدفعهم إلى الاعتذار عن القرارات التي اتخذوها أثناء توليهم للسلطة لأنها كانت كارثية على مصداقيتهم وشفافيتهم، قبل أن تكون كذلك على الشعوب التي شهدت إزهاق عشرات آلاف الأرواح وتدمير العديد من المعالم حتى الأثرية منها.

فوزير الدفاع الأميركي السابق كولن باول أعلن اعتذاراً علنياً على ما اتخذه من قرارات بشأن السلاح الكيماوي في العراق الذي لم يثبت وجوده، وأدت الحرب بحجة تدميره إلى سحق الحجر والبشر في بلاد الرافدين.

وأمر مماثل حصل مع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، الذي رُفعت ضده قضايا قانونية لأنه لم يكن صادقاً مع شعبه عندما أدخل بلاده في أوحال العراق.

وبالتأكيد سيظهر في أوقات لاحقة الكثير من الخبايا والخفايا من ذاك التحالف الدولي الواسع (نحو ثمانين دولة) في الحرب على سوريا لمدة عقد من الزمن، قبل أن تنتهي الأمور إلى قلب المشهد رأساً على عقب بعيداً عن كل التفسيرات المنطقية.

الواضح في كل هذه المشاهد أن العدو الاسرائيلي هو المستفيد الأول والأخير، وهو الساعي إلى تغيير وجه الشرق الأوسط، كما أعلن رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو جهاراً من على منبر الأمم المتحدة، ومن دون أن يعتذر من أحد على كل الجرائم التي ارتكبت في قطاع غزة ولبنان.

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *