البصاق اهانة ام وفاق؟

البصاق اهانة ام وفاق؟

(مركز النهوض)
/بقلم الأديب الأستاذ جورج بدر غانم

في كتابها الشيّق (Le concerto du fleuve jaune) تنقل لنا الروائية الصينية (Qiu Xiaolong) بعضًا من عادات الشعب الصيني الاجتماعية منها البصاق في البيوت والنوادي ضمن منافض خاصة توضح في خدمة كل من يريد التخلص من بصاقه لا ابتلاعه. المفيد ذكره أنّ الكاتبه المذكورة نالت جائزة موسيقية في باريس بحضور رئيس الجمهورية انذاك الجنرال شارل ديغول.
في كينيا وتنزانيا تعيش جماعات رحّل من شعب المسايا تلقي التحية على من يحبونه بالبصاق في وجهه وأيضًا على حديثي الولادة والزوار المرحب بهم بفرح وسرور.
في الذاكرة اللبنانية زمن تسعينيات القرن الماضي برنامج كوميدي ناجح “بسمات وطن” للفنان الكوميدي “شربل خليل” في احدى حلقاته يمسك الممثل بيد مغلفًا فيه رسالة وبالبيد الثانية طابعًا حديثًا عليه صورة ثلاثين وزيراً هم اعضاء الحكومة الجديدة، كي يلصق الممثل الطابع على المغلف يبصق على الصورة مرات عدة دون نتيجة؛ يلتقي برفيق له يلفت نظره الى البصاق على الوجه الآخر للطابع لا على وجوه الوزراء، سؤال يطرح نفسه
هل كان الكوميدي تحت تأثير فيلم وثائقي عن شعب المسايا؟ هل كان يجهل من هم في الصورة؟ منهم من له باع طويل في هدر المال العام، واكثريتهم صالحون، نزيهون، وطنيون، مخلصون يعملون بكل جهد وضمير

جورج بدر غانم

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *