سنوات العذاب فى حياة عبدالفتاح القصري
(1) .. نفسي أبقى أب
بعد نجاحه فى فيلم “مبروك” عاد عبدالفتاح القصري إلى بيته الأول المسرح، تحديداً في فرقة الريحاني، ليقدم معه إحدى أكثر الروايات المضحكة بعنوان «لو كُنت حليوة»..
بعد فترة مرض الريحاني بشدة فنُقل إلى المُستشفى، وكان أول من زاره بعد صديقه المقرب بديع خيري، الصديق الثاني عبد الفتاح القصري، الذي حرص على أن يزوره مرتين يومياً، صباحاً ومساءً، بناء على أوامر نجيب الريحاني:
- قولّي بقى… هم الحكما وصفولك عبد الفتاح القصري صباحاً ومساء مع العلاج ولا إيه؟
= هاهاها. تعرف يا عوبد… إن أنت الممثل والإنسان الوحيد اللي بيضحكني. - أتاريك مستحلي القعدة في المستشفى. ماتيلا بقى فضها سيرة أنت بقيت ما شاء الله زي الحصان أهو.
= الله أكبر على عينك. - ما تخافش. أنا عيني حولة ما بتحسدش. صحيح يلا بقى المسرح وحشنا يا أخي. ومن غيرك مالوش لازمة.
= خلاص يا سيدي راجعين إن شاء الله. بس سينما مش مسرح. - صلاة النبي أحسن. ده وش العروسة الجديدة.
= الله… أنت عملتها تاني. - قول تالت… حتة بلطية… ما فيش منها ولا أعالي البحار. بس لسه فاضل على الحلو دقة.
= الأكادة يا ابن الإيه أنت بتقع كل وقعة أنقح من أختها… ماعرفش بتجيبهم منين دول… وأنا بشرفي لو ست ما بص في خلقتك لحظة… مش أقع في هواك. - ده قصر ديل… غايته وهنعمل إيه في الفيلم ده؟
= دورك في الحياة… بلطجي وحرامي ونصاب. - هاهاها.. حلوة دي.
= بس بشرط تقلع الجلابية اللي قارفنا بيها في المسرح والسينما دي. - ما هو لا بد منها… أنت مش بتقول بلطجي وحرامي… ولا أبوكاتو.
= هو ما فيش بلطجية وحرامية لابسين أفندية… غير يا تيلم ما تخليش الجمهور يزهق منك.
ما إن تعافى نجيب الريحاني حتى بدأ بتصوير فيلم «سي عمر» من تأليفه وإنتاج «أستوديو مصر» بمشاركة بديع خيري، وإخراج نيازي مصطفى.
حقّق الفيلم نجاحاً كبيراً، ونجح عبد الفتاح القصري في لفت أنظار الجمهور، حتى أصبح يناديه في الشارع «المعلم ساطور»، فقرّر الاحتفال بهذا النجاح على طريقته بإتمام زواجه بفريدة، وهي فتاة من أسرة ميسورة الحال كانت تعيش في حي المنيرة، الذي يقع بين حي عابدين الراقي وحي السيدة زينب الشعبي.
كان الزواج فاتحة خير على عبد الفتاح، فبدأت العروض تنهال عليه.
قرّر عبد الفتاح القصري أن يعمل بكل ما لديه من قوة كي يوفر المال اللازم ليضمن لنفسه ولأسرته حياة كريمة، وفي المستوى نفسه الذي كانت تعيش فيه في ظل الوالد.
كذلك استمر القصري في تقديم أفلامة السينمائية، وشعر بأن الدنيا تفتح ذراعيها له، إذ راحت العروض تنهال عليه من المخرجين والمنتجين للعمل في أفلامهم، بل إن النجوم أنفسهم صاروا يطلبونه لمشاركتهم أفلامهم، ما انعكس على حالته المادية بشكل كبير، وعلى كل من حوله، سواء والدته أو شقيقيه، فضلاً عن زوجته.. غير أنه اكتشف فجأة أن كل هذا لا يعوضه عن أن يكون له طفل يحمل اسمه ويرث كل ما أصبح لديه من ثروة، خصوصاً بعدما أكّد له الأطباء عدم وجود أي سبب يمنعه من ذلك.
كان قلبه يخفق كلما رأى طفلاً، ويتذكر قول والده له إنه يريد أن يرى حفيداً له يحمل اسم العائلة، خصوصاً أن عبد الفتاح كان أصبح على مشارف الخمسين من عمره، فبات هذا الأمر يؤرقه في الليل والنهار، وقرّر أن ينشغل بشكل أكبر في عمله كي لا يضطر إلى التفكير في هذا الموضوع..
يتبع..
القصة كما جاءت فى حلقات “حزين أضحك الملايين” للمؤرخ ماهر زهدي
الحكواتي الهاميسمير قصةحياةالقصري الهاميسمير