التحالفات البلدية “حطمت” الخلافات السياسية!

التحالفات البلدية “حطمت” الخلافات السياسية!

مرسال الترس

أثبتت التحالفات السياسية، التي أُعلنت على هامش الانتخابات البلدية والاختيارية، التي جرت في محافظة جبل لبنان وتالياً في محافظتي الشمال وعكار ولاحقاً في بقية المحافظات اللبنانية، أن لا ثوابت في المواقف السياسية، إنما الثابت الوحيد هو المصالح التي تؤمن استمرار الحضور السياسي.

التحالفات المتشابكة والمتداخلة ألغت كل ما علق في ذاكرة اللبنانيين من آثار أفرزتها قوى 8 و14 آذار، التي تطاحنت قبل عقدين من الزمن على أصغر التفاصيل وأكبرها. حتى أنها قاربت العودة إلى الحرب الأهلية في العديد من المفاصل، لولا الحكمة التي أبداها الأمين العام الشهيد لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله.

بعض التحالفات التي ظهرت إلى العلن في بعض مناطق الشمال، ولاسيما بين حزب “القوات اللبنانية” وأحد فصيلي “الحزب السوري القومي الاجتماعي” في قضاء الكورة، أعادت إلى الأذهان ذلك الحقد الذي رافق الحزبين منذ ثمانينيات القرن الماضي، على خلفية إتهام أحد منتسبي القومي بالوقوف وراء إغتيال رئيس الجمهورية المنتخب بشير الجميل في “بيت الكتائب” في محلة الأشرفية عام 1982. وقبله بين حزبي “الكتائب” و”القومي” على خلفيات مفهوم الصراع السياسي منذ تأسيسهما وامتداداً الى إندلاع “حرب السنتين” في العام 1975.

المفارقة الوحيدة، ربما، هي أن الأحزاب المسيحية التي تتصارع (الكتائب، القوات، المردة، التيار الوطني الحر، حركة الاستقلال…)، قادرة على أن تتلاقى في أي انتخابات، على عكس الوجه الذي أظهرته للمسيحيين منذ عقود بأن التجاذبات في ما بينها لا يمكن أن تترجم إلاّ بالصراعات العسكرية التي دأب المسيحيون على دفع ثمنها، ليس من أرواحهم وأموالهم فحسب، وإنما من وجودهم على هذه الأرض التي خضبتها دماء أجدادهم وآبائهم، ودفعت بهم إلى الهجرة القسرية التي يتمنى كثيرون من العقلاء أن لا تصل إلى مستوى ما حصل للوجود المسيحي في بعض الدول العربية (العراق، سوريا، ليبيا… على سبيل المثال لا الحصر).

ومع القناعة أن حيثيات التحالفات البلدية والإختيارية لن تنسحب في أي شكل من الأشكال على الانتخابات النيابية العام المقبل، لكنها ستترك بعض المؤشرات التي يجب التوقف عندها. إلاّ أن إهداء النائب طوني فرنجية فوز تيار “المردة” في نتائج بلدية زغرتا والاتجاه للفوز برئاسة اتحاد بلديات القضاء، إلى شهداء المقاومة النازحين الذين سقطوا في بلدة أيطو ـ قضاء زغرتا جراء قصف الطائرات الاسرائيلية المعادية، قد يكون الخيط الرفيع الوحيد الذي بقي بين هذين المكوّنين السياسيين على الساحة اللبنانية.

موقع الجريدة

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *