هل “سيترحم” اللبنانيون على اورتاغوس؟

هل “سيترحم” اللبنانيون على اورتاغوس؟

موقع “الجريدة”

مرسال الترس

لن يتوقف اللبنانيون عند ما إذا كانت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس ستعود إلى بيروت، في إطار المهمة التي كُلفت بها، أم أن الإدارة الأميركية ستعمد إلى استبدالها باسم آخر!

تاريخ الموفدين إلى هذه الأرض، التي ذُكرت في “العهد القديم”، أي قبل مجيء السيد المسيح، بأكثر من سبعين مرة تحت إسم “لبنون”، حيث ترك العديد منهم الكثير من الجروح التي لم ولن تندمل في تاريخ الوطن خدمة لمصالح من أوفدهم، وتحقيقاً لتفرقة، أو لإشعال فتن، أو على الأقل لتعزيز دور فريق على آخر!

ولكن اللافت في الموفدين الأميركيين إلى وطن الأرز، بعدما دخلت إدارتهم إلى لعبة الشرق الأوسط إثر الحرب العالمية الثانية، أن مجملهم كانوا يعملون لصالح العدو الإسرائيلي، إما تورية أو جهاراً، وربما كان ذلك بتوجيه مباشر من تلك الإدارة، إذ أنه مع فتح الذاكرة القريبة يمكن ملاحظة التالي:

وصول دين براون إلى بيروت سنة 1976، ولقائه رئيس الجمهورية آنذاك سليمان فرنجية وأعضاء “الجبهة اللبنانية”، كان لإخبارهم بأن البواخر جاهزة لنقل المسيحيين إلى كندا، وبذلك تُفتح الطريق أمام توطين الفلسطينيين في لبنان خدمة لكيان الاحتلال الاسرائيلي الذي يرفض ـ وما زال ـ البحث بأي فكرة لإعادة اللاجئين إلى الأراضي المحتلة!

تردّد آموس هوكشتاين الذين خدم في جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى بيروت كموفد رئاسي أميركي، كان يهدف إلى تفكيك منظومة “حزب الله” العسكرية التي نجحت لسنوات في إزعاج العدو بالمقاومة، وذلك لإخراجها من هذا الموقع إلى غير رجعة. إلى أن استغل جيش العدو الاسرائيلي “حرب إسناد” غزة ليضرب الحزب ضربة مؤلمة جداً، ويمارس تفوقه في الأجواء اللبنانية!

لم يسبق أي موفد غربي أن تصرّف بما أقدمت عليه مورغان أورتاغوس، التي تجاهر في كل مرة تحط فيها على الأرض اللبنانية بإظهار انتمائها المتشدّد للدين اليهودي، إن بخاتم في يدها أو بنجمة داوود في رقبتها، بينما هي في حضرة كبار المسؤولين في لبنان الذين يفترض أنهم على عداء مطلق مع كيان الاحتلال الإسرائيلي منذ سنة 1948 وفق ميثاق جامعة الدول العربية.

…اللائحة تطول… وغداً قد تُستبدل أورتاغوس بموفد جديد قد يدفع اللبنانيين إلى الترحم على أدائها!

ولكن الأنكى من كل ذلك، وارتكازاً إلى نمط تعاطي العهود منذ الاستقلال وحتى اليوم مع الخارج، يبدو أن قدر هذا الوطن أن يبقى بحاجة لموفدين ورعاة، وأحياناً لأوصياء، كي يبقى مستمراً بخريطته الحالية، أو لكي يستطيع انتخاب رئيس للجمهورية بعد فترة فراغ لبضع سنوات… وإلاّ فمصيره الحروب والصراعات، إما مع طارئين عليه، أو بين أبنائه الذين يتوزعون فتاتاً بين الطوائف والمذاهب!

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *