رسالة إنسانية عاجلة من القلب “طرابلس تختنق”

رسالة إنسانية عاجلة من القلب “طرابلس تختنق”

إلى كل مسؤول في موقع القرار
(وزير الصحة – وزير البيئة – وزير الداخلية – وزير العمل – نواب طرابلس – محافظ الشمال – رئيس بلدية طرابلس – أعضاء المجلس البلدي – الإعلام المحلي والدولي – الضمير العالمي)

الموضوع: نهر أبو علي يحترق … ونحن نموت معه
لم يعد في صدورنا متسع لهواء ملوّث، ولم تعد طرابلس قادرة على الصبر أكثر.

نحن لا نبالغ حين نقول: نموت كل دقيقة. نموت حرقاً، نُخنق بدخان النفايات، نبتلع السموم التي تختلط بمياه نهر أبو علي الذي تحوّل من شريان حياة إلى مكب مفتوح للنفايات والروائح والسموم والموت البطيء.

نناشدكم بكل صرخة وجع، وبكل نفس مريض، وبكل صدر طفل يختنق: تدخّلوا فوراً.

ما يجري في طرابلس جريمة بيئية وصحية، يُعاقب عليها القانون، وتلعنها الأخلاق والإنسانية والدين.

الناس تحترق النفايات تُرمى علناً في النهر ثم تُحرَق أمام أعيننا دخان أسود سام يغطي سماءنا، يدخل بيوتنا، ينهش رئاتنا.

هناك من يُعاني من الربو، ومن أمراض القلب، هناك أطفال لا ذنب لهم، شيوخ عاجزون، نساء حوامل… من يرحمنا؟ من يحاسب المجرمين؟

طرابلس مدينة الليمون أصبحت مدينة للنفايات، للروائح الكريهة، للكلاب الشاردة، للأبقار التائهة، وللجثث البيئية المتناثرة.

نحمّل المسؤولية الكاملة لبلدية طرابلس المنتخبة التي لم تقم بدورها نطالب بمحاسبة كل من يرمي النفايات في النهر والطرقات.

نطالب بحملة شرسة ضد المخالفين، ضد بائعي الخضار الذين يلقون بفضلاتهم مباشرة في النهر، ثم يشعلونها ناراً وسُمّاً.

اختنقنا وسكتنا كثيراً.
لكن لم يعد فينا طاقة للصبر.

نريد حلاً اليوم، لا غداً.
فطرابلس ليست مزبلة، وأهلها ليسوا مشروع موت مجاني.

ننتظر منكم تحركاً حقيقياً، لا بيانات خجولة ولا لجاناً تنام في مكاتبها.

ارحمونا قبل أن نصبح كلنا أرقاماً في تقارير السرطان والوفاة.

باسم أهل طرابلس،
صرخة نرفعها بأعلى الصوت، لعلّ فيكم من يسمع.

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *