حزيران.. شهر التحولات منذ مجزرة إهدن!

حزيران.. شهر التحولات منذ مجزرة إهدن!

مرسال الترس

موقع “الجريدة” في ٢٠٢٥/٦/١٤
غالباً ما ارتبط إسم شهر حزيران بتحولات كبيرة ومؤثرة في منطقة الشرق الأوسط، على الرغم من أن إسم هذا الشهر مشتق من اللغة السريانية، ويُقال إنه مرتبط بحصد القمح أو بالتبريد في “الكوز” الذي هوعبارة إبريق صَغير خَزَفيّ أو مَعْدنيّ أسْطوانيّ الشَّكْل.

فهل يمكن أن يكون شهر حزيران من العام 2025 فاتحة تبريد بين الموارنة في لبنان، حيث يجب أن يخرج “صوت ماروني معتدل”، كما دعا مؤخراً النائب الماروني عن قضاء زغرتا طوني سليمان فرنجية؟

في الخامس من حزيران 1967 استطاعت قوات الاحتلال الإسرائيل، بقواتها الجوية المتفوقة وبدعم غربي واضح، أن تدمّر قدرات الجيش المصري الذي كان يُعتبر أقوى الجيوش العربية، إلى جانب قصم ظهر الجيشين السوري والأردني واحتلال أراضٍ شاسعة من الدول الثلاث.

وفي الثالث عشر من حزيران ارتكبت مجزرة في بلدة إهدن المارونية الصرف، راح ضحيتها واحد وثلاثون شهيداً من أبنائها، من بينهم النائب طوني سليمان فرنجية وزوجته فيرا وابنتهما جيهان إبنة الثلاث سنوات، على يد عناصر مسلحة من حزب “الكتائب اللبنانية” المعروف بغالبيته المارونية يتقدمهم الشاب سمير جعجع من بلدة بشري المجاورة ذات الغالبية المارونية. وقيل حينها، وفق ما تضمنته بعض الكتب التي أرّخت تلك المرحلة، أن المسؤول الاسرائيلي دايفيد كيمحي كانت له بصمات في ذلك الهجوم غير المسبوق، مع الإشارة الى أن كيمحي نفسه كان أحد الديبلوماسيين البارزين في الوصول الى توقيع اتفاق 17 أيار 1983 مع لبنان في عهد الرئيس أمين بيار الجميل، والذي جرى إسقاطه لاحقاً.

واللافت أن تاريخ ارتكاب مجزرة إهدن قد تزامن مع عدم تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي للقرار 425 الصادر عن الأمم المتحدة بالانسحاب من لبنان، لا بل انه اقتطع من حدود لبنان الجنوبية شريطاً أمنياً وكلف الرائد في الجيش اللبناني سعد حداد بالإشراف عليه لحماية كيان الاحتلال من هجمات المسلحين الفلسطينيين.

ومن قبيل الصدف ربما، أن يقوم الطيران الحربي للعدو الإسرائيلي في الثالث عشر من حزيران 2025 بالهجوم على العديد من المواقع الصاروخية والنووية في إيران التي سيكون لها تداعيات كبيرة جداً على منطقتي الشرق الأوسط والخليج!

وبانتظار تبيان الخيط الأبيض من الأسود… هل سيتاح لرئيس حزب “الكتائب” النائب الماروني سامي أمين الجميل، وإبن عمه النائب الماروني نديم بشير الجميل، الذي وضع منذ بضع سنوات إكليلاً من الزهر على ضريح شهداء مجزرة إهدن، أن يكوّنا مع النائب فرنجية الصوت المعتدل الماروني والمتماسك الذي سيستطيع مواجهة التحولات التي تطرأ على هذه المنطقة الملتهبة باستمرار، أو على الأقل منذ انشاء الكيان اليهودي في العام 1948؟

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *