صرخة بيئية وصحية من قلب طرابلس

صرخة بيئية وصحية من قلب طرابلس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

نحن أبناء طرابلس، نُدرك تماماً حجم الأزمات التي تمر بها البلاد، ونُقدّر الظروف الصعبة التي أثقلت كاهل البنى التحتية، ولكن أن تصل الأمور إلى اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب الموزعة إلى منازل المواطنين عبر الشبكة الرسمية، فهذا ما لا يمكن السكوت عنه بأي شكل من الأشكال، لا بمنطقٍ ولا بقانون.

ما تشهده طرابلس اليوم، لا سيما في العديد من أحيائها، هو تلوث صارخ لمياه الشرب “المؤمّنة من الدولة”، حيث امتلأت الخزانات المنزلية والمحال التجارية بمياه ملوثة بروائح كريهة وفضلات واضحة، ما يُنذر بكارثة صحية وبيئية تهدد حياة الناس بشكل مباشر.

هنا، نتساءل بصوتٍ عالٍ:

أين هي الجهات المعنية من هذا الخطر الداهم؟

أين وزارة الصحة ووزارة البيئة من هذا التلوث الذي وصل إلى مياهنا وطعامنا وغسيلنا؟

أين بلدية طرابلس؟ وأين نواب المدينة من مسؤولياتهم المباشرة تجاه هذه الأزمة الخطيرة؟

إنّ ما يحدث اليوم هو تهديد مباشر للصحة العامة، ومقدمة لتفشي أمراض وأوبئة خطيرة قد تضرب مجتمعنا بأكمله، وخصوصاً الأطفال وكبار السن.

نُطلق اليوم صرخة وجع ونداء ضمير، من قلب المدينة المهمّشة، راجين التحرك الفوري لوقف هذه الكارثة:

بالكشف عن مصادر التلوث ومحاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال الجسيم واتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة لمعالجة شبكة المياه وضمان سلامتها.

وإطلاق حملات فحص وتعقيم عاجلة للخزانات والمصادر المائية.

إن طرابلس لا تحتمل المزيد من التهميش، وأهلها لا يطلبون المستحيل، بل أبسط الحقوق: ماء نظيف يحفظ كرامة الإنسان ويصون صحته.

مع جزيل الشكر والتقدير،

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *