ضجيج “الصفعة”.. وصمت المجازر!
مرسال الترس
إذا وضعنا حيثيات الحرب الإقليمية بين العدو الاسرائيلي وإيران جانباً، نرى أن المجتمع الدولي يرى بعين واحدة لسنوات وسنوات.
فمنذ التاسع من حزيران الحالي والدول المعنية بقوات الطوارئ الدولية في الجنوب اللبناني “اليونيفيل”، تضج بـ”الصفعة” التي وجهها أحد المواطنين الجنوبيين لعنصر في تلك القوات، والصدى يتردد بقوة في الداخل اللبناني، ولا سيما في الشرائح المتأثرة بشكل أو بآخر بالجو الغربي الذي لا هم له سوى تلبية رغبات العدو الاسرائيلي، مع الإشارة الى أن مواطنَين من بلد شبعا اللبنانية – أحدهما جندي في الجيش اللبناني – تزامن استشهادهما على يد جيش الاحتلال ولكن لم يشأ أحد الاهتمام السؤال عن أسباب استهدافهما.
ومع احترام اللبنانيين الكبير للدور الذي قامت به القوات الدولية في الجنوب منذ العام 1978، من دون التوقف عند أي حيثيات أخرى… فما هو الإجراء الذي اتخذته الدول التي أرسلت جنودها تحت راية الأمم المتحدة إلى الجنوب، عندما قصفت قوات الاحتلال عمداً إحدى مقرات الأمم المتحدة في 18 نيسان 1996 التي لجأ اليها المدنيون جراء العدوان الإسرائيلي، ما أدّى إلى استشهاد مئة وستة من الأطفال والنساء وجرح أكثر من وخمسين؟
وهل لو استطاعت تلك الدول اتخاذ اجراءات زاجرة، كانت قوات الاحتلال قد تجرأت في العام 2006 على قصف المنطقة نفسها ما أدّى الى استشهاد 28 مدنيًا، بينهم 16 طفلًا؟
وفي حين تتم الإضاءة، بقوة وعبر الاعلام العالمي والمحلي على “الصفعة” العابرة، يتم تجهيل ما ارتكبه جيش العدو الاسرائيلي من اختراقات وانتهاكات إزاء القوة الدولية، بدءاً من قصف مراكزها بشكل مباشر تحت عنوان “الأخطاء العسكرية”، ما أدّى إلى سقوط شهداء منها، وصولاً إلى المضايقات التي لا تُعد ولا تُحصى، وبشكل شبه يومي، طوال أيام الحرب الماضية…على الأقل.
اللبنانيون، بجميع فئاتهم، يقدّرون مهمة قوات الطوارئ الدولية، بالرغم من أنها لم تقف يوماً عائقاً أمام الاعتداءات الاسرائيلية براً وبحراً وجواً على سيادة بلدهم. ولكنهم يطالبون برؤية الأخطاء من كل الاتجاهات، وليس من جانب واحد فقط وبدون أي توازن.
الواضح أن صفعة “المجهول” اللبناني على وجه عنصر القوات الدولية التي حاولت فتح طريق من دون مؤازرة الجيش اللبناني، ما هي إلاّ القشّة التي قصمت ظهر بعير الولايات المتحدة الأميركية ومعها العدو الاسرائيلي اللذين يخططان لإنهاء دور هذه القوات في الجنوب اللبناني أثناء بحث التمديد لها في الأمم المتحدة في شهر آب المقبل، أو على الأقل إفساح المجال أمامها للتحرك من دون أي ضوابط، وبذلك تتم إزالة جميع العوائق من أمام جيش الاحتلال ليعربد على مساحة الوطن من دون حسيب أو رقيب!
فهل هناك تفسير آخر؟