هل بدأت الفيدرالية من القرنة السوداء؟

هل بدأت الفيدرالية من القرنة السوداء؟

كتب الإعلامي د. باسم عساف :

هل بدأت الفيدرالية… تطل برأسها من القرنة السوداء … ما أن هدأت أعصاب اللبنانيين بعدما توقفوا عند خبر إنهاء الحرب الأميركية -الصهيونية- الإيرانية ، التي إستُخرِجت من الساحة بسِحر ساحرٍ ، وأزيلت من مسرح التداول والصراع بإشارةٍ من المخرج الأكبر ، الذي كان يسمى فيما سبق ، الشيطان الأكبر ، فإذا به يصبح المايسترو ، الذي يشير إلى الحرب بيد ، ويشير إلى السلام باليد الأخرى ، والصراع يدور رحاه في ساحة دول المنطقة ، وتسري أحداثه على حساب شعوب العالم عامة ، والشرق الأوسط خاصة …

ذلك كله ، تحت شعار السلام العالمي ، وإخراج الغول النووي الإيراني من التداول الإرهابي ، الذي يقلق الكيان الصهيوني ، إذا ما بقي حياً ، ويستكمل مراحله ، بعدما فازت روايته ، وقصَّة سبب إنشائه في بعث الفتنة العمياء التاريخية ، بين الشعوب العربية والإسلامية ، بأخذ الثأر لمقتل الإمام الحسين ، وكأن قاتله لا زال حياً وفاراً من وجه العدالة ، وفي حقه عدة مذكرات توقيف ووثائق إتصال ، ويُعمَل على تعقُّب الجُناة المجرمين ، الذين تحضَّرت لهم أسلحة الدّمار الشامل ، عبر كافة البوارج الأميركية ، ومن كافة قواعدها العسكرية الاستراتيجية، ومعها كافة الدول الحليفة ، بما فيها العربية … لقد إهتزَّت بصداها الكرة الأرضية ، فقط لأجل إرضاء المخططات الصهيونية ، وبسط مدى دويلة إسرائيل لتكون وفق قاعدتها: ( من الفرات ، إلى النيل) بعدما أن جهزت وسائلها بتقسيم المنطقة إلى كانتونات ودويلات طائفية ومذهبية ، وعلى صيغة الفيدرالية والكونفدرالية … هكذا ظهر الشيطان الأكبر ، والشيطان الأصغر ،

بالتعاون مع نبض عرق الشريان الرهبر الأبهر ، ومع العرق الأصفر والعرق الأحمر ، يتداعون للقضاء على الثور الأبيض والأسود ، ولمن يقدم لهم الذهب الأسود ، أو لمن يقدم عرض التخاذل الأجود … إن هذا الفصل من فصول المسرحية الصهيونية ، وهذا الفيلم الأميركي القصير ، الذي جاء على مستوى المثل القائل : (حبل الكذب قصير) ، لم يكن سوى جزءاً من المنظومة ، التي تتخذها الصهيونية في الكذب والإفتراء على العالم ، ومنها الشعارات الفتانة بإستخدام الإنسانية والعدالة والمساواة ، وأيضاُ الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان والمرأةوالطقل …

يتقدم على رأس كل ذلك ، مسألة إستخدام الديمقراطية في غزو شعوب العالم ، والسيطرة على دولهم وحكوماتهم ، لإتمام الصفقات والتطبيع على حجة السلام العالمي ، الذي يُستَخدَم له سلاح الدمار الشامل فوق الأرض ، وجديده اليوم تحت الأرض ، وبأفضل وأقوى عرض …. الفيدرالية ، نظام حكمٍ يجمع بين مكَوِّناتٍ سياسيَّةٍ واجتماعيةٍ وإداريةٍ ، مختلفةٍ بالمنهاج والأسلوب والفكر والأنظمة ، التي تتجانس مع البيئة المحيطة لسكان ومواطني الكانتون ، أو الدويلة ، أو الولاية التي تتكون منها ، وهذا ما يجري لمنطقة الشرق الأوسط ، وتقسيمه لدويلاتٍ متناحرةٍ أمامها كدولة كبرى فيما بينها ، والتي تهيمن عليهم جميعاً تحت رايات الطوائف والمذاهب والعنصرية … بالطبع فإن لبنان يقع في خضم هذه الخارطة ، التي تجمع الفسيفساء من هذه التقسيمات المصطنعة، ويوجد فيه من ينادي علناً بالتميُّز والتمايز ،

إن بالدين والطائفية والمذهبية ، أو بالفكر ونمط العيش وأسلوب التعاطي ، وحتى بالفهم والمعرفة والعلوم ، وكأن ذلك يصب بالتحضير ، لما يصول ويجول في خاطر من يفرض خارطة الطريق ، من أجل بناء شرق أوسطٍ جديد ، على قياس ريختر ترانب ونتانياهو ، أو على قياس أسلحة الدمار الشامل ، ولبنان قد عانى الأمرٌَين منها … الأغرب من ذلك ، أنه مازال هناك في لبنان ، من يتنطع لتطبيق خارطة الطريق ، وينفذ مآربهم بزرع الفتن ، وإعلانات وسائلها ، ومنها ما يطل من فوق قمة القرنة السوداء ، وإثارة أزمتها ، بالطائفية والفئوية ؤ والتقسيم الجغرافي على صيغة الكانتونات ، كما يريدها الأعداء الألداء….

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *