منذ انطلاق عملية طوفان الاقصى في 7 اكتوبر
وما تخللها من مفاجآت ميدانية ابهرت قادة جيوش العالم واوقعت العدو في مأزق كبير، ما زالت تداعياته الى يومنا هذا تتفاعل في الاروقة السياسية والامنية داخل دولة الاحتلال، وسط محاولة كل فريق تحميل الاخر اامسؤولية عن الاخفاق الكبير في صد هجوم حماس الذي نال وفق مراقبين من هيبة الجيش الذي يدعي انه لا يقهر. ويمكن القول ان تاريخ 7 اكتوبر الذي سيبقى وصمة عار في سجل جيش العدو ، . ووسام شرف للمقاومة وحجة على الدول التي تخاذلت عن نصرة قضية فلسطين، لم يكن الشيء الوحيد الذي اظهرته المقاومة من مكامن قوة على مدار نحو عامين من عمر ابشع حرب ابادة في تاريخنا المعاصر . فهذه المقاومة التي تعتمد على التمويل الذاتي من تصنيع للسلاح وتأمين المواد الاولية ، بعدما تقطعت السبل امام حليفها محور المقاومة في ايصال السلاح والعتاد لها، تقدم في كل يوم دروسا في القتال والتصدي تتناقلها كبريات وسائل الاعلام الغربية والعربية،
وتسوق حولها الروايات والقصص عن مقاتلين يخرجون من باطن الارض ويهاجمون ويضربون ويفجرون الآليات باسلحة فردية وعبوات محلية الصنع وبنادق متطورة محليا، وهي باتت توازي سلاح اقوى جيش في المنطقة يرتعب منه معظم حكام العرب ويسعون الى التطبيع معه خشية من بطشه لهم. هذا الجيش الذي تخشاه دول المنطقة بسبب ما يمتلكه من اسلحة متطورة ونتيجة ما يتلقاه من دعم اميركي وغربي علني، وفي ظل صمت عربي وصل الى حد التواطوء ان لم نقل المشاركة بشكل غير مباشر، لم يستطع الى يومنا هذا من كسر ارادة المقاومين في غزة، الذين الى جانب عقيدتهم القتالية وايمانهم باحقية حربهم، لا يألون جهدا في ايتكار كل الوسائل لمواجهة التفوق العسكري والتقني والتكنولوجي للعدو، ولعل من ابرز تلك الابتكارات هو “سلاح التخفي” والتنقل بين الابنية المهدمة وفي الطرقات خلال تنفيذ العمليات ضد جنود العدو ومواقعه. ومن هذه الاسلحة التي يشاهدها العالم دون التركيز عليها بشكل مباشر هو ” البطانية” التي “يلفها ” المقاوم في غزة على رأسه وكتفيه،
بهدف التشويش البصري واخفاء ملامح الرأس والكتفين عن كاميرات المسيرات التي تجوب سماء غزة وترصد كل ساكن ومتحرك هو تمويه حراري يربك أجهزة الرصد بالأشعة تحت الحمراء، ويشكل اندماجا لونيا مع الركام والدخان. بطانية بالية تتحول إلى درع وراية تحدٍ، لتثبت أن المقاومة تكسر أعتى التكنولوجيا بأبسط الوسائل، وتخرج في الوقت نفسه جيوش العرب بما يملكون من اسلحة لا ينقصها سوى مقاومين يمتلكون ارادة الحياة وحب الموت دفاعا عن ارضهم .
🧾 LaBamba News