هل تلتزم اسرائيل باتفاقية ترامب بوقف القتال

هل تلتزم اسرائيل باتفاقية ترامب بوقف القتال

هل تلتزم اسرائيل باتفاقية ترامب بوقف القتال والانسحاب من غزة والافراج عن المعتقلين في السجون الاسرائيلية

بقلم سمير الحاج..

من الواضح أن اسرائيل لم ولن تلتزم بأي اتفاقية سلام أو هدنة لا تخدم مصالحها الاستراتيجية ولا تضمن استمرار احتلالها وسيطرتها على الأرض والإنسان الفلسطيني. فالتجارب السابقة من اتفاقيات أوسلو ووادي عربة وحتى المبادرات الأمريكية المتكررة أثبتت أن اسرائيل تبرم الاتفاقات لتكسب الوقت وتعيد ترتيب أوراقها العسكرية والسياسية، ثم تنقلب عليها متى شعرت أن ميزان القوى يميل لصالحها.
اتفاقية ترامب التي وُصفت بأنها مبادرة لإنهاء القتال ووقف إطلاق النار في غزة والانسحاب الاسرائيلي والإفراج عن المعتقلين، لم تكن سوى محاولة لإعادة تموضع سياسي يخدم صورة الادارة الأمريكية ويمنح اسرائيل غطاءً دولياً لجرائمها، دون أي ضمانات حقيقية تلزمها بالتنفيذ. وما نشهده اليوم من استمرار القصف والتدمير والتجويع يؤكد أن اسرائيل ماضية في سياستها العدوانية ضاربة عرض الحائط بكل العهود والمواثيق الدولية.
الاحتلال لا يعرف لغة السلام بل لغة القوة، ولا يمكن أن ينسحب طوعاً من أرض احتلها إلا إذا أُجبر على ذلك بمقاومة صلبة وشعب موحد يدافع عن حقه المشروع في الحرية والاستقلال. أما الحديث عن التزام اسرائيل بالاتفاقات فمجرد وهم لأن الكيان الذي تأسس على الإرهاب لا يمكن أن يتحول إلى دولة سلام.
إن الطريق إلى وقف العدوان والانسحاب الحقيقي من غزة والإفراج عن الأسرى لا يمر عبر البيت الأبيض بل عبر وحدة الصف الفلسطيني والعربي والإسلامي ودعم المقاومة بكل أشكالها السياسية والميدانية فالتاريخ علّمنا أن المحتل لا يرحل إلا تحت ضغط السلاح والإرادة.
وإلى أن يتحقق ذلك ستبقى غزة عنوان الكرامة والأسرى شعلة الحرية وفلسطين البوصلة التي لا تحيد مهما تبدلت الوجوه والمبادرات.

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *