عكار ترقص على إيقاع “التيك توك”
الإعلامي عامر الشعار : عكار ترقص على إيقاع “التيك توك” والعراضات البهلوانية و”التحالفات الانتخابية المفخخة وللحديث تتمة..
كتب الإعلامي عامر الشعار على صفحته الخاصة وعلى موقع #الشمال_نيوز هذا المقال السياسي الواقعي والصريح جاء فيه:
بين طموح المرشحين وضبابية التحالفات… المشهد الانتخابي إلى “نقطة الصفر”*
خاص #الشمال_نيوز
ربّ سائلٍ يتساءل: ماذا يجري في عكار؟
زحمة مرشحين، وتفريخ المزيد من المفاتيح والسماسرة، وتحليلات انتخابية لا تنتهي، وجولات واستقبالات وتصريحات، وحتى تركيب “اللمبات الانتخابية” التي باتت تحتل مساحات واسعة على صفحات التواصل الاجتماعي، ولا سيّما عبر “التيك توك”.
وكأنّ الانتخابات النيابية باتت على الأبواب، في وقتٍ لا تزال فيه المناطق اللبنانية الأخرى تعيش هدوءاً سياسياً نسبياً.
مشهد انتخابي استعراضي
لقد أصبحت عكار تتصدر المشهد الانتخابي، بعدما أعلن العديد من أبنائها عزمهم خوض المعركة النيابية “مهما كان الثمن”، ومهما كلف الصوت – على حدّ تعبير بعضهم – في مشهدٍ أقرب إلى الهستيريا الانتخابية على إيقاع عراضات “التيك توك” و”الفايسبوك”.
وقد ارتفع منسوب الثقة بالنفس والكبرياء لدى عدد من المرشحين إلى حدّ تجاهل المزاج العكاري وخصوصيات القرى الوازنة، التي ترفض أن تكون جسراً لعبور المرشحين والسماسرة. كما يتجاهل بعضهم القوى الصامتة، والتاريخ والجغرافيا، والعائلات والعشائر، فضلاً عن الاصطفافات السياسية والتدخلات الإقليمية التي ترسم خارطة طريق قد تطيح بطموحات هذا المرشح أو ذاك، مهما كبر رهانه على شراء الذمم.
كل هذه العوامل جعلت البعض يعيش في دوامة “العشق الممنوع”، بين الطموح الجامح من جهة، وزحف بعض رؤساء البلديات والمخاتير والمفاتيح الانتخابية والسماسرة على أبوابهم من جهة أخرى، في محاولة لفكّ شيفرة الواقع الانتخابي المعقّد في عكار.
نقطة الصفر
منذ أن علّق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي وحدّد إطار تيار المستقبل، تبدو الساحة العكارية الأكثر احتضاناً لجمهور “المستقبل” في حالة من الإرباك والانتظار، ما لم تصدر إشارة واضحة بشأن خوض الانتخابات أو دعم هذا المرشح أو ذاك.
فعلى الرغم من زعم البعض انتماءهم إلى تيار المستقبل أو ارتكازهم على تأييد جمهوره، إلا أنّ الصورة لا تزال ضبابية حتى اللحظة، وربما لن يطابق حساب الحقل حساب البيدر كما حصل في انتخابات عام 2022.
تحالفات متقلّبة ومصالح متشابكة
في المقابل، ينغمس حزب القوات اللبنانية في محاولات نسج تحالفات مع بعض المرشحين السنّة، بينما يسعى التيار الوطني الحرّ إلى تكرار تجربة انتخابات 2022 أو على الأقل الفوز بمقعد أرثوذكسي واحد.
وتضع “القوات” نصب عينيها الفوز بمقعد نيابي واحد مع طموحٍ إضافي نحو مقعد سنّي – بحسب مصادر متابعة – ما يزيد المشهد تعقيداً.
حتى الآن، لا يوجد تحالف دائم أو ثابت بين المرشحين، إذ تبدو معظم التحالفات المفترضة مفخخة أو غير مكتملة، وصولاً إلى “طلاقٍ نهائي” بين حلفاء الأمس، لأسباب مناطقية وشخصية، وتبادل “الفيتوات” فيما بينهم.
ويأتي ذلك على النقيض تماماً مما يُروّج له عبر وسائل التواصل الاجتماعي من تحليلات وإحصاءات وترجيحات وهمية.
خلط أوراق وانتظار المرحلة المقبلة
ويبقى القول، قبل الدخول في تفاصيل الأسماء والنواب والمرشحين القدامى والجدد والطارئين، أنّه لا بدّ من أخذ المتغيرات الإقليمية في الحسبان، ولا سيّما على الساحة السورية، حيث إنّ انتهاء “الحقبة السوداء” قد ينعكس على الواقع اللبناني، فيعيد خلط الأوراق من جديد، ويُرجع الجميع إلى نقطة الصفر .. وللحديث تتمة ..







