١١٦ ضحية ماتـوا في البحر… وعاد مهرّبهم إلى اليابسة
في بلدٍ اعتاد أن يخذل أبناءه أحياءً وأمـواتًا، أُفرج عن بلال ديب، المهـرّب الأساسي في كارثة مركب طرطوس، مقابل كفالة مالية قدرها خمسون ألف دولار.
ديب، الذي قاد أكثر من 160 إنسانًا إلى قارب لا يصلح للحياة، تسبب بمـوت 116 ضحية، بينهم أطفال رضع وأمهات، حالمين بعبور البحر نحو حياة كريمة… فعادوا جثـثًا أو لم يعودوا أبدًا.
سنتان ونصف فقط قضاها في التوقيف، ثم خرج.
خرج بينما أمٌّ ما زالت تنتظر خبرًا عن ابنها، وجدّة ما زالت تحتفظ بصورة حفيدتها، وأبٌ لم يجد سوى فردة حذاء على الشاطئ.
خمسون ألف دولار كانت كافية لإغلاق باب الزنزانة وفتح باب الذاكرة على مصراعيه.
لكن من يعيد للضحايا حقهم؟ من يواسي الأمهات اللواتي لم يجدن حتى قبورًا لأولادهن؟ من يشرح للعدالة أن البحر لا يوقّع على الكفالات؟
هذه الصور ليست من الماضي، بل من جرحٍ مفتوح، من مأساة لم تُختم، ومن عدالة يبدو أنها غرقت مع المركب.
احمد السيد Alsayed – السيد







