وعد نابليون” سبق “وعد بلفور” بـ118 سنة (4/4)
كتب النائب السابق الدكتور مصطفى علوش
في قراءة نقدية حول الصهيونيّة والصهيونيّة المسيحيّة ومعاداة الساميّة، يقدّم الدكتور مصطفى علّوش خلاصة دراسة أعدّها، على أربع حلقات، ينشرها موقع “أساس”. في الحلقة الرابعة والأخيرة،
إضاءة على “وعد نابليون”، الذي سبق “وعد بلفور” بـ118 سنة، منذ العام 1799… ولماذا فشل؟
الصهيونية المسيحية المدفوعة لاهوتياً لم تكن لتحقّق هذا القدر من النجاح من دون وجهها الآخر، وهو الاستغلال السياسي لليهود لأغراض الاستعمار والاستعمار الجديد.
في عام 1799، أثناء الغزو الفرنسي للعالم العربي، أصدر نابليون، الذي من الواضح أنّه لم يكن مهتمّاً بأيّ لاهوت، إعلاناً يعرض فيه فلسطين وطناً لليهود تحت حماية فرنسا. كانت هذه أيضاً طريقة لتأسيس وجود ونفوذ فرنسيَّين في المنطقة على مفترق الطرق بين آسيا وإفريقيا، في سياق حرب المستعمرات بين بريطانيا وفرنسا.
غزا نابليون فلسطين عبر مصر، وكان ينوي الوصول إلى الهند، ليستولي عليها من الإمبراطورية البريطانية. لكنّ ما منعه من المضيّ قدماً كانت المقاومة الشرسة والطاعون أثناء حصار عكا. خلال الحصار، أعدّ نابليون إعلاناً للأمّة اليهودية، معرباً عن اعتقاده بأنّ الوقت قد حان لـ”ورثة فلسطين الشرعيين” لاغتنام اللحظة “التي قد لا تعود لآلاف السنين”، واستعادة “وجودك السياسي كأمّة بين الأمم، والحقّ الطبيعي غير المحدود في عبادة يهوه وفقاً لإيمانك، علناً، وعلى الأرجح، إلى الأبد”.
أوغندا… “فلسطين” الأصلية؟
لم يذكر النشطاء اليهود الصهاينة هذا الإعلان الذي أدلى به نابليون أبداً خلال مغازلتهم للإمبراطورية البريطانية، في بداية القرن العشرين. ربّما لعدم الإساءة إليهم بذكر عدوّ قديم لدود. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أنّ وزير المستعمرات البريطاني جوزف تشامبرلين اقترح أرضاً في أوغندا في البداية لإنشاء مستعمرة يهودية في جزء من شرق إفريقيا البريطانية.