رسالة موجهة لسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية

رسالة موجهة لسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية د. عبد اللطيف دريان

(أنتم مطالبون بإعلاء الصوت عاليا” من على منبر رسول الله)

كتب ربيع مينا

سماحة مفتي الجمهورية الشيخ د. عبد اللطيف دريان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية و بعد:
كم يوجد من أناس من ذوي الحاجات وأصحاب الهموم وصرعى المظالم وجرحى القلوب ‍!! الذين لم يجدوا من يطرق بابهم، أو يسأل عن حالهم.
وليس من شأن المسلم أن يرتضي لنفسه إيقاع الظلم بأخيه، أو أن يدع أخاه فريسة بيد ظالم يذله، فكيف اذا راع مؤتمن، فالراعي مسؤولٌ أمام الله تعالى، حيث إنّه مكلفٌ برعاية الناس وقضاء حوائجهم.
صحاب السماحة
الإمامة في الصلاة، الوقوف في مقدمة المصلين.
و الإمامة في حفظ الرعية أمام الله، هي الوقوف في مقدمة الجوعى و الموجوعين لمواجهة طغاة العصر .
لقد تفاقمت الأزمات الإنسانية والإجتماعية والمعيشية، والفقر والجوع و العوز والحرمان و الإهمال والبطالة تطرق الأبواب.
أسر بأكملها مهددة بفرط عقدها، و المجتمع في خطر، نتاج لواقع صعب و الذي بات لا يطاق.
الناس تدفع اليوم من دمها و أمنها و رزقها ثمنا” غاليا”.
صاحب السماحة:
الدين ثورة دائمة على الظلم، و في لبنان طاغوت عصر متمثل بمنظومة فساد، تتلذّذ بآلام الناس وأوجاعهم وتصم آذانها عن الإستماع إلى أنين المعذّبين في بلد الأرز.
صاحب السماحة:
عمامة رسول الله علم من أعلام مواجهة الظلم و الفساد في الأرض.
صاحب السماحة:
هناك من يملك كل شيء وهناك من لا يملك أي شي، وحتى قوت يومه.
و الشرائع السماوية أنزلت لنشر العدالة بين العباد و على الكرامة الإنسانية، و مواجهة الظلم و الفساد و البغي في الأرض.
السلف الصالح يهاب من تسلم المسؤولية لأنه سوف يُسأل عنها يوم القيامة، ويقول الفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) عندما كان أمير المؤمنين: “واللهِ لو تعثرت دابة في العراق لسُئل عنها عمر يوم القيامة.
صاحب السماحة:
أنتم مطالبون بإعلاء الصوت عاليا” من على منبر رسول الله، لمواجهة تخلي السلطة في لبنان التي مارست كل أنواع الظلم و بغت في الوطن فساداً من هدر و تحاصص و سرقات، عن واجباتها تجاه المواطن الذي سلبته كل حقوقه و إختطفت منه كرامته، و الضغط على هذه العصبة من السياسيين لممارسة دورها في إنتخاب رئيس للجمهورية بعيدا” عن تدخل خارجي، من أجل عودة إنتظام عمل المؤسسات، و الذهاب لبناء دولة العدالة و القانون، دولة كرامة الإنسان في لبنان.
يا أصحاب السماحة، أيها الأئمة، يا أصحاب العمائم.
عندما سئل النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أيُّ الجهادِ أفضلُ قال كلمةُ حقٍّ عند سلطانٍ جائرٍ.
المسؤولية عظيمة أمام الله و التاريخ و الرعية.
كفانا قهرا” و ظلما” و جورا”.

المناضل ربيع مينا.

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *