لوحة وقصة
في لوحة “متأخر” لغريغوري سيمينوفيتش مينسكي 1950، نرى مشهداً مألوفا للغاية. طالبان يقفان أمام باب مغلق، يحمل أحدهما كتباً ويميل بجسده ليتلصص من فتحة صغيرة، وكأن عينيه تبحثان عن عذر أو تفسير لما فاتهما. الآخر يقف خلفه مطأطئ الرأس، ملامحه توحي بشيء من التردد والندم. الحقيبة الثقيلة بين يديه تبدو وكأنها ترمز إلى عبء الخطأ الذي ارتكبه.
الجدران الباهتة والممر الخشبي يضفيان شعوراً بالزمن القديم، حيث الانضباط المدرسي كان أكثر صرامة. الضوء الخافت المتسرب من داخل القاعة يشير إلى عالم آخر، عالم الدرس والنظام الذي يبدو أنهما خارج إطاره الآن.
هذه اللحظة البسيطة في ظاهرها تحمل معانٍ أعمق، حيث تعبر عن تجربة إنسانية مشتركة: الخوف من العواقب، والارتباك أمام سلطة القواعد. اللوحة تتركك تتساءل: هل سيدخلان؟ أم أن خوفهما سيمنعهما؟
عادت بي اللوحه إلى أيام المدرسة في الصفوف الأولى حيث كان هناك كثير من الغلمان الذين يقعون بنفس الموقف.
أن تعبير هذه اللوحة وموضوعها لهو برأي قمة في الروعة والجمال هكذا لوحات يجب أن تعرض في افخم المعارض.
الفنان محمد نابلسي.
(منقول)عن صفحة الفن لغة العالم