عن العزلة، يقول ميخائيل نعيمة:
” في علاقاتي مع الناس، حريص كلّ الحرص على عزلتي. فالعزلة حاجة في نفسي مثلما الخبز والماء والهواء حاجة في جسدي. فلا بدّ لي من ساعات أعتزل فيها الناس ، لأهضم الساعات التي صرفتها في مخالطة الناس. أمّا أن أغرق مع الناس إلى ما فوق أُذنيّ في رغوة مشاكلهم الزمنيّة ، وأمّا أن أشغل لساني بالهذر والثرثرة كما يشغلون ألسنتهم في مجتمعاتهم ؛ وأن أتصنّع الفرح في أفراحهم وأتكلّف الحزن في أتراحهم ، وأن أتحزّب لما يتحزّبون أو أتحمّس لما يتحمّسون من مذاهب سياسية واجتماعية وسواها ، وأن أسكر بأمجادهم وأتورّم بأورامهم ، فأمر لا أطيقه ولا أستطيعه. ذلك لأنّ لي هدفاً من الحياة غير أهدافهم ، وهو هدف يتعذّر الوصول إليه عن طريق السياسة والاقتصاد والنُّظم الاجتماعيّة على اختلافها. بل إنّ كلّ هذه تبدو لعيني ضباباً يحجُب الهدف ودخاناً يعمي البصيرة التي هي الدليل الأوحد إلى الهدف. “
وأنت ، هل تميل إلى العزلة أم الحياة الاجتماعية ؟