خواطر وقصيدة اليوم من موقع صوتنا للمدى
مغـفل يدفع عن نفسه الموت
مرض رجل مرة، فلما اشتد به المرض أمر بجمع العيدان والطنابير والمزامير إلى بيته، فأنكروا عليه ذلك
فقال: إنما فعلت ذلك لأني سمعت أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه شيء من آلات الملاهي والفجور، فإن كان ملك الموت من الملائكة دفعته عني بهذه الأشياء”
-أخبار الحمقى والمغفلين – للإمام ابن الجوزي
عورة الكلام أسوأ من عورة الجسد ,
فـ اســتروا عــقولكم بالـــصمت❤
الشاعر الفارس “أبو فراس الحمداني” (932م – 968م) الذي مات في مثل هذا اليوم 9 فبراير 968م: هو صاحب البيت الشهير الذي أخذه من مَقُولة ابن عباس:
الشعرُ ديوانُ العَرَب/
أبدًا وعنوانُ الأدبْ/
(صاحب مقولة: “الشعرُ ديوانُ العرب”، هو حَبر الأمة: عبد الله بن عباس، رضيَ اللهُ عنه، وعن والده)
والحمداني هو صاحب قصيدة “أراك عَصِيَّ الدّمع” الشهيرة.
وصاحب شطر البيت الأشهر، في نفس القصيدة:
(وفي الليلةِ الظلماءِ يُفتَقدُ البدرُ)
قالها أبو فراس الحمداني وهو في الأَسْر بيد الروم:
سَيَذكُرُني قَومِي إِذا جَدَّ جِدُّهُم/
وَفي اللَيلَةِ الظَلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ/
فَإِن عِشتُ فَالطَعنُ الَّذي يَعرِفونَهُ/
وَتِلكَ القَنا وَالبيضُ وَالضُمَّرُ الشُقرُ/
وَإِن مُتُّ فَالإِنسانُ لا بُدَّ مَيِّتٌ/
وَإِن طالَتِ الأَيّامُ وَاِنفَسَحَ العُمرُ/
وَلَو سَدَّ غَيري ماسَدَدتُ اِكتَفوا بِهِ/
وَما كانَ يَغلو التِبرُ لَو نَفَقَ الصُفرُ/
وَنَحنُ أُناسٌ لا تَوَسُّطَ عِندَنا/
لَنا الصَدرُ دونَ العالَمينَ أَوِ القَبرُ/
- أبو فراس الحمداني، ابن عم سيف الدولة الحمداني، أمير حلب، وبسبب الحروب التي كانت سجالاً بين الحمدانيين والروم؛ أُسِرَ الفارس المغوار والشاعر العملاق أبو فراس، وفي السجن قال قصيدته الشهيرة: (أراكَ عَصِيَّ الدَّمْعِ شـيمَـتُكَ الصَّبْرُ)
…………
“فَيا مَن لقلبٍ لا تَنامُ هُمومُهُ
ويا مَن لِعَينٍ لا تنامُ اللياليا
رأيتُ الليالي ما تزالُ تَروعُني
بأحداثِها، ما لليالي وما لِيا
وَلَم يَبقَ عِندَ الدهرِ خَطبٌ أخافُهُ
فكيفَ اعتذارُ الدهرِ إن رُحتُ شاكِيا
إذا لَم تَكُن لِيَ آسِيًا أو مؤاسِيا
فلا تَكُ لَوَّامًا، وذرني وما بِيا.
- إيليا أبو ماضي.
🔮 واحة الشعر والأدب 🔮
أَنا مَن أَخُطُّ الحَرفَ مِن نَبضِ أَدمُعي
وَأَسرِقُ مِن صَمتِ اللَّيالي حُروفي
أُسَطِّرُ آهاتٍ عَلى صَفحَةِ الدُّجى
وَأَكتُبُ بِالأَوجاعِ سِرَّ حُتوفي
يَظُنّونَ أَنَّ الحِبرَ يَجري بِخاطِري
وَما عَلِموا أَنَّ النَّزيفَ صَحيفَتي
وَأَنَّ دُموعَ العَينِ تَسبِقُ أَحرُفي
وَتَرسُمُ في قَلبِ الوَرَقِ قَصيدَتي
أُفَتِّشُ عَن مَعنىً لِصَمتي في الدُّجى
وَأَجمَعُ مِن شَتَّى الجِراحِ عِباراتي
وَكَم مِن جَوىً في القَلبِ أَخفَيتُ سِرَّهُ
وَداوَيتُ بِالكِتمانِ بَعضَ أَناتي
عَلى قَدرِ ما أَعطَيتُ يَأتي تَأَسُّفي
وَيَكبُرُ في قَلبي صَدى حَسَراتي
وَقَد نَرحَلُ الأَيّامَ دونَ تَلَفُّتٍ
إِلى ذِكرَياتٍ خَلَّفَتها شِتاتي
فَما كُلُّ قَلبٍ في المَحَبَّةِ صادِقٌ
وَلا كُلُّ مَن أَحبَبتُ صانَ أَمانَتي
سَأَكتُبُ ما دامَت دُموعي شَواهِداً
عَلى أَنَّ قَلبي لَم يَزَل في حَياتي
وَإِن لامَني النُّقّادُ في نَزفِ خاطِري
فَهُم لَم يَذوقوا مِثلَ طَعمِ مَرارَتي
فَيا أَيُّها الشّاكي تَعالَ لِخاطِري
لِتَعرِفَ أَنَّ الجُرحَ بَعضُ صِفاتي
✍🌟
عندما تترك أخاك تأكله الذئاب
فستجوع الذئاب يوماً
ولن تجد سواك لتأكله .!
كاريكاتير اليوم
نقلا عن جريدة اللواء

(مركز النهوض)
قصة اليوم
موعظة
دخل “عبدالرحمن بن قاسم” رحمه الله ، على “المنصور” رحمه الله ، يوم بُويعَ بالخلافة، فقال له المنصور: عِظني يا عبدالرحمن ، فقال : أعظُك بما رأيت أم بما سمعت؟ قال : بل بما رأيت .
قال : يا أمير المؤمنين ! إن عمر بن عبد العزيز أنجب أحد عشر ولدا ً وترك ثمانية عشر دينارا ً، كُفّنَ بخمسة دنانير ، واشتُريَ له قبر بأربعة دنانير وَوزّع الباقي على أبنائه ( أي بقي تسعة دنانير لأحد عشر ولد !! )
وهشام بن عبد الملك أنجب أحد عشر ولدا ً ، وكان نصيب كلّ ولد ٍ من التركة الف الف دينار !! ( اي مليون دينار لكل واحد)
والله .. يا أمير المؤمنين : لقد رأيت في يوم ٍ واحدٍ أحد أبناء عمر بن عبد العزيز يتصدق بمائة فرس للجهاد في سبيل الله ، وأحد أبناء هشام يتسول في الأسواق !!
وقد سأل الناس عمر بن عبدالعزيز وهو على فراش الموت : ماذا تركت لأبنائك يا عمر؟ قال : “تركت لهم تقوى الله” ، فإن كانوا صالحين فالله تعالى يتولى الصالحين ، وإن كانوا غير ذلك فلن أترك لهم ما يعينهم على معصية الله تعالى .
فتأمل، كثير من الناس يسعى ويكد ويتعب ليؤمن مستقبل أولاده ظنا منه أن وجود المال في أيديهم بعد موته أمان لهم، وغفل عن الأمان العظيم الذي ذكره الله تعالى في كتابه: { وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا }
📚 المصدر : سيرة عمر بن عبد العزيز للإمام ابن الجوزي