من هو الشيخ سعد الدين رفيق الحريري؟

من هو رئيس حكومة لبنان السابق الشيخ سعد الدين رفيق الحريري؟

سعد الدين رفيق بهاء الدين الحريري (18 أبريل 1970) سياسي ورجل أعمال لبناني سعودي. كان رئيس الحكومة اللبنانية المكلّف منذ 22 أكتوبر 2020 حتى اعتذاره في 19 يوليو 2021.
هو ابن رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق ووريثه سياسيًا من زوجته الأولى العراقية نضال بستاني. ولد في الرياض حيث كان والده رفيق الحريري يعمل هناك، وقد حصل والده والعائلة على الجنسية السعودية في عام 1978 بعد أن هاجروا إليها في نهاية ستينيات القرن العشرين. يتولى رئاسة تيار المستقبل. يحمل إلى جانب جنسيته اللبنانية، الجنسية السعودية

في 27 يونيو 2009 كلّفه الرئيس اللبناني ميشال سليمان بتشكيل الحكومة الأولى له وذلك بعد الانتخابات وعقب الاستشارات النيابية وتسميته من قبل 86 نائباً هم نواب تحالف 14 آذار ال71 ونواب حركة أمل ونائبا حزب الطاشناق. وفي 7 سبتمبر وبعد شهرين ونصف من تكليفه بتشكيل الحكومة قدم إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان تصوراً لتشكيل الحكومة، إلا أن المعارضة رفضت هذه التشكيلة. وفي 10 سبتمبر أعلن بعد لقائه رئيس الجمهورية عن اعتذاره عن تشكيل الحكومة.

وفي 16 سبتمبر أعاد رئيس الجمهورية تكليفه بتشكيل الحكومة بعدما أعادت أكثرية نواب المجلس تسميته لرئاسة الحكومة بالاستشارات النيابية، فقد سمّاه نواب تحالف 14 آذار ال71 ونائبا حزب الطاشناق وحصل بذلك على 73 صوتاً. وبعد حوارات ومناقشات ومفاوضات شاقة استطاع أن يعلن عن تشكيل حكومته الأولى بتاريخ 9 نوفمبر 2009.

واجهت حكومته صعوباتٍ عديدةً خصوصاً بعد اقتراب صدور القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وإصرار وزراء حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر على طرح موضوع شهود الزور في القضية وطلب إحالتهم للمجلس العدلي، وأدى ذلك كله إلى إعلان وزراء تكتل الإصلاح والتغيير وحركة أمل وحزب الله في 12 يناير 2011 استقالتهم من الحكومة وذلك بعد وصول محاولات تسوية مشكلة المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة مرتكبي جريمة اغتيال رفيق الحريري -رئيس الوزراء الأسبق- إلى طريق مسدود مع رفضه عقد جلسة لمناقشة القضية، ولذلك وحسب بيان الاستقالة فإنها جاءت نتيجة للتعطيل الذي أصاب الجهود الرامية إلى تخطّي الأزمة الناتجة عن عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، كما اتهموا فريقه السياسي بالرضوخ للضغوط الخارجية لا سيما الأمريكية، وقد تبعهم في الاستقالة وزير الدولة عدنان السيد حسين الذي أعلن أن استقالته جاءت لتمكين المؤسسات من تشكيل حكومة جديدة تُلبّي طموحات الوحدة والاستقرار.، أدت رئاسته الحكومة الثانية
بعدَ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية قامَ الأخيرُ بتكليفِ الحريري رسمياً لرئاسَةِ الحكومة وذلكَ في 11 نوفمبر من عام 2016، ونال الحريري 110 صوتاً من نواب البرلمان البالغ عددهم 126 بعد استقالة أحدِ النواب، وشكّل حكومته الثانية بعد 40 يوما من التكليف.

استقالته
في يوم الجمعة 3 نوفمبر 2017، توجه الحريري في زيارةٍ مُفاجئة إلى السعودية، ليعلن في اليوم التالي السبت 4 نوفمبر 2017 استقالة حكومته – في أثناء زيارته السعودية – في كلمةٍ مُتلفزةٍ مفاجئة بثتها قناة العربية، مما سبب صدمة في لبنان على المستويين الشعبي والسياسي. وهاجم الحريري في كلمته إيران وحزب الله مباشرة، معتبرًا أن الأجواء في لبنان تشبه الأجواء التي سبقت اغتيال والده رفيق الحريري، واعتبر أن إيران لم تضع يدها في أي مكان في الوطن العربي إلا وحل فيه الخراب والدمار، وأن حزب الله أصبح يوجه سلاحه باتجاه اللبنانيين والسوريين واليمنيين بدل إسرائيل، وأنه لمس محاولة لاغتياله وإنهائه. أمَّا كلمة الحريري فهي:

سعد الحريري إن إيران التي زرعت بين أبناء البلد الواحد الفتن وتطاولت على سلطة الدولة وأنشأت دولة داخل الدولة، وانتهى بها الأمر أن سيطرت على مفاصلها وأصبح لها الكلمة العليا والقول الفصل في شؤون لبنان واللبنانيين. أشير وبكل صراحة ودون مواربة إلى أن إيران لا تحل في مكان إلا وتزرع فيه الفتن والدمار والخراب ويشهد على ذلك تدخلاتها في البلاد العربية، في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن، ويدفعها لذلك حقد دفين على الأمة العربية ورغبة جامحة في تدميرها والسيطرة عليها، وللأسف وجدت من أبنائنا من يضع يده بيدها.
أيها الشعب اللبناني العظيم لقد استطاع حزب الله للأسف فرض أمر واقع في لبنان بقوة سلاحه الذي يزعم أنه سلاح مقاومة وهو سلاح موجه إلى صدور إخواننا السورين واليمنيين واللبنانيين، وكل يوم يظهر لنا حجمها والتي أصبحنا نعاني منها، ليس على صعيد الداخل اللبناني فحسب بل على صعيد علاقتنا مع أشقانا العرب، وما خلية حزب الله في الكويت إلا دليلاً على ذلك. لقد أصبح لبنان محل الإدانات الدولية والعقوبات الاقتصادية بسبب إيران وذراعها حزب الله، لقد قرأنا جميعا ما أشار إليه رأس النظام الإيراني من أن إيران تسيطر على مصير دول المنطقة وأنه لا يمكن للعراق وسوريا و الخليج العربي القيام بأي خطوة مصيرية دون إيران والذي رددتُ عليه في حينه. أريد أن أقول لإيران وأتباعها أنهم خاسرون في تدخلاتهم بشؤون الأمة العربية وسوف تنهض أمتنا كما فعلت في السابق وسوف تقطع الأيادي التي امتدت عليها. وكما ردت عليكم في البحرين واليمن سوف ترد عليكم في كل جزء من أجزاء أمتنا الغالية وسيرتد الشر على أهله.

لقد عاهدتكم أن أسعى لوحدة اللبنانين وإنهاء الانقسام السياسي وترسيخ النأي بالنفس، وترفعت عن الرد في حينه لمصلحة لبنان والشعب اللبناني وللأسف لم يزد ذلك إيران وأتباعها إلا توغلاً في شؤوننا الداخلية وفرض الأمر الواقع. أيها الشعب العظيم إن حالة الإحباط التي تسود بلادنا وحالة التشرذم وتغليب المصالح الخاصة على مصلحة الوطن واستهداف الأمن الإقليمي العربي من لبنان وتكوين عداوات لا يمكن الرضى بها تحت أي ظرف، وإني واثق أن هذه رغبة الشعب بكل طوائفه ومكوناته، إننا نعيش أجواء شبيهة بالأجواء التي سادت قبيل اغتيال الشهيد رفيق الحريري ولمست سراً ما يحاك لاستهداف حياتي، وانطلاقًا مما أؤمن به من مبادئ ثورة الأرز العظيمة ولأنني لا أرضى أن أخذل اللبنانيين أو أخالف تلك المبادئ أعلن استقالتي من رئاسة الحكومة مع يقيني أن إرادة اللبنانيين أقوى وعزيمتهم أصلب وسيكونون قادرين برجالهم ونسائهم التغلب على الوصاية عليهم من الداخل والخارج. أعدكم بجولة وجولات مليئة بالتفاؤل والأمل وأن يكون لبنان أقوى لا سلطان عليه إلا لشعبه العظيم يحكمه بالقانون وبوجود جيش واحد وسلاح واحد.

سعد الحريري
وكان الحريري قد التقى قبل ذلك بيوم واحد، علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، الذي أعلن من السراي الحكومي أن إيران تحمي استقرار لبنان، الأمر الذي دفع بعض المحللين إلى القول بأن تصريحات ولايتي أثارت قلق الحريري بشأن تنامي نفوذ إيران وحليفها حزب الله في لبنان استقالة الوزراء الأحد عشر إلى فقدان الحكومة نصابها الدستوري وبالتالي اعتبارها مستقلة.

حياته العملية والسياسية
حاصل على شهادة في إدارة الأعمال من جامعة جورج تاون في واشنطن.
عمل في الفترة من عام 1994 إلى عام 1998 شغل منصب المدير التنفيذي «لشركة سعودي أوجيه»، ويشغل حاليًا منصب المدير العام فيها، كما أنه يرأس اللجنة التنفيذية «لشركة أوجيه-تلكوم»، كما أنه رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة «أمنية هولدنغز»، وعضو في مجلس إدارة شركات «أوجيه الدولية» و«مؤسسة الأعمال الدولية» و«بنك الاستثمار السعودي» و«مجموعة الأبحاث والتسويق السعودية» و«تلفزيون المستقبل».
صنفته مجلة فوربس سنة 2007 ضمن لائحة أغنى أغنياء العالم بثروة قدرتها ب2.3 مليار دولار.
دخل إلى السياسة بعد اغتيال والده رفيق الحريري في عام 2005 حيث ورث والده سياسيًا وشكَّل ما يعرف باسم تحالف 14 آذار مع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط والرئيس التنفيذي للقوات اللبنانية سمير جعجع وهو التحالف الذي قاد إلى ما عرف باسم ثورة الأرز التي كان من نتائجها خروج الجيش السوري من لبنان. وتلا ذلك انتخابه نائبًا في مجلس النواب اللبناني لدورة عام 2005 عن مقعد السنة في دائرة بيروت الأولى والذي كان يشغله والده في الدورات السابقة، واستطاع أن يحصل على أكبر كتلة نيابية في هذه الدورة. وأُعيد انتخابه لدورة البرلمان لعام 2009 على المقعد المخصص للسنة بدائرة بيروت الثالثة، واستطاع مع حلفائه في تحالف 14 آذار من الحصول على الأكثرية النيابية لدورة نيابية جديدة.
حرب لبنان 2006
وفقًا لوثائق ويكيليكس، اجتمع الحريري مع السفير جفري فيلتمان في 20 أغسطس أثناء حرب لبنان 2006، وانتقد خلاله قائد الجيش ميشال سليمان بسبب تصرّفه بخضوع تجاه حزب الله إثر بيان أصدره تأييدًا لهم، واتصّل برئيس مجلس النواب نبيه بري طالبًا منّه نقل الضباط الشيعة من محطة الشحن في مطار بيروت الدولي مدعيًا أن الأمم المتحدة تريد ذلك، كما أعلمه أنّه مستعد «لضرب حزب الله وإسقاطه» إذا ما حصل على الفرصة.

عن ويكيبيديا

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *