رؤيا بلدية للدكتور باسم عساف
طرابلس أولاً
في مدينتنا طرابلس، المدينة العريقة بتاريخها، الزاخرة بطاقاتها، والمظلومة بإهمالها… يصبح العمل البلدي أكثر من واجب.
هو فعل إيمان عميق بالناس، وبقدرتهم على النهوض، متى توفر الإخلاص في النية والصدق في العطاء.
العمل البلدي، كما أراه، هو رسالة لا تقلّ أهمية عن أي مسؤولية وطنية.
هو تطوع جاد، وتفرغ حقيقي، لخدمة أبناء طرابلس، ومواكبة احتياجاتهم اليومية، والعمل على تلبية تطلعاتهم المشروعة.
طرابلس لا تحتاج وعودًا فضفاضة، بل تحتاج فريقًا متجانسًا، يحمل همّ المدينة، يخطط بوعي، وينفذ بإرادة، ويضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار.
فريق يجمعه الإيمان بالمدينة وأهلها، ويعمل بشفافية، وتنسيق، ومشاركة فعلية مع المجتمع.
الشباب…
هم رئة المدينة ومستقبلها. دعمهم لا يكون بالكلام، بل بإطلاق المبادرات، وفتح المساحات الآمنة لهم للتعبير، والعمل، والتطوّر.
نسعى لإشراك الشباب في الحياة العامة، وخلق فرص تدريب وتشغيل، وتشجيعهم على الابتكار والمشاركة في صنع القرار المحلي.
البيئة…
هي أمانة في أعناقنا. الحفاظ عليها يبدأ من النظافة، ولا ينتهي إلا عند تخضير المدينة، وتنظيم النفايات، وحماية البحر والهواء من التلوث.
طرابلس تستحق أن تتنفس صحّ، وتعيش ببيئة نظيفة تحفظ صحّة أهلها.
الاقتصاد المحلي…
هو العمود الفقري للاستقرار. من حق كل طرابلسي أن يجد فرصة للعيش الكريم.
نطمح لدعم الأسواق التقليدية، وتمكين الحرفيين، وتشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وفتح آفاق السياحة المستدامة، لما تحمله المدينة من غنى ثقافي وتراثي.
العمل البلدي يجب أن يكون منبثقًا عن روح القانون، قائمًا على العدالة، رافضًا للمحسوبيات، ومواجهًا لكل أنواع التعديات والمخالفات بلا تمييز.
نحن نؤمن أن الإرادة تبني الإدارة، وأن الإنماء لا يُفرض من فوق، بل يُصنع من تحت، من الناس، وبالناس، ولأجل الناس.
من هذا المنطلق، أضع نفسي بتصرف أهل طرابلس، مؤمنًا أن صوتهم هو التكليف الحقيقي، وأن ثقتهم هي الوقود الذي يُشعل مسيرة الإنماء.
هكذا نفكر، وهكذا نعمل، وهكذا نطمح لطرابلس:
مدينة نابضة بالكرامة، بالعدالة، وبالفرص المتساوية للجميع.