بمناسبة مرور 18 عاماً على مأساة تدمير مخيم نهر البارد
نظّمت دائرة اللاجئين والأونروا في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ورشة عمل سياسية وخدماتية تحت عنوان: “الأونروا من النكبة إلى مأساة أبناء مخيم نهر البارد”. وذلك في قاعة الشهيد القائد وليد الحاج في مخيم نهر البارد، بحضور واسع من ممثلي الفصائل الفلسطينية، واللجان الشعبية، والاتحادات والمؤسسات، وروابط القرى، إلى جانب شخصيات وطنية واجتماعية ولجان أهلية فاعلة وحراكات شعبية وشبابية.
استهلت الورشة بكلمة ترحيبية ألقاها الرفيق خليل خضر، الذي رحب بالمشاركين، مؤكدًا على أهمية المناسبة وضرورة تحويلها إلى محطة نضالية متجددة للمطالبة بالحقوق. تلا ذلك وقوف الحاضرين دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء المخيم وعموم شهداء فلسطين ولبنان والأمة العربية وأحرار العالم.
الكلمة المركزية في الورشة ألقاها مسؤول دائرة اللاجئين والأونروا في الجبهة في لبنان، الرفيق ابو لؤي أركان بدر، الذي قدّم عرضًا تفصيليًا لمسار قضية مخيم نهر البارد منذ لحظة المأساة في عام 2007، ومؤتمر فيينا عام ٢٠٠٨، الذي قسّم المخيم إلى جزئيْن (قديم وجديد)، ومشروع الاعمار الذي انطلق عام ٢٠٠٩، ووعود الحكومة اللبنانية ورئيسها آنذاك بأن النزوح مؤقت، العودة مؤكدة والإعمار مُحتم، وأن المخيم سيكون نموذجياً في التعاطي اللبناني مع اللاجئين في لبنان، متهما إدارة وكالة الغوث بالتقاعس تجاه أبناء المخيم، إضافة لسوء تنفيذ مشروع إعادة الإعمار وهدر المال والفساد، وهو ما أدى إلى استمرار المعاناة حتى اليوم، حيث يوجد ثمانية بلوكات مازالت تنتظر التمويل الذي يقدر بحوالي ٢٧ مليون دولار.
وأشار بدر إلى أن أبناء المخيم ما زالوا يدفعون ثمناً لجريمة أدانوها. كما دعا إلى استراتيجية فلسطينية موحدة من أجل الضغط على الأونروا والدول المانحة لتوفير التمويل اللازم وتسريع وتيرة الإعمار. كما عرض بدر لمطالب الأهالي في الجزء الجديد من المخيم في ظل وجود ٧٢ وحدة سكنية لم يتم إعادة اعمارها، وعدم اكتمال التعويضات على عدد كبير من العائلات التي قامت بالترميم، وأصحاب السيارات والممتلكات، وأصحاب المنازل بالمشاعات، وأرض ملعب الشهداء الخمسة وعمال الأونروا في قسم الآثار والمعلمين الخمسة الموقوفين عن العمل بسبب ما يسمى بالحيادية.
ممثل اللجنة العليا لملف إعمار نهر البارد، الأخ أبو فراس ميعاري ألقى كلمة استعرض فيها تطورات ملف الإعمار، مشيرًا إلى أن العديد من البلوكات السكنية لم تُعمّر حتى اليوم، رغم مرور ما يقارب العقدين على المأساة. وأكد أن أبناء المخيم يشعرون بالإهمال المتعمد، ويواجهون ظروفًا معيشية قاسية في ظل ارتفاع معدلات البطالة وتراجع الخدمات الصحية والتعليمية.
كلمة حركة فتح ألقاها عضو قيادتها في الشمال الأخ ناصر سويدان، دعا إلى تضافر جهود الجميع من أجل إنهاء معاناة أبناء المخيم.
كلمة حركة الجهاد الإسلامي ألقاها ممثلها في الشمال الأخ أبو لواء موعد طالب الجهات المعنية إلى القيام بواجباتها تجاه المخيم وأبنائه.
كلمة حركة حماس ألقاها ممثلها في المخيم الأخ أبو صهيب الشريف، طالب فيها بإنصاف عمال الآثار والضغط على الأونروا من أجل التوظيف بديلا عن مشروع المال مقابل العمل ونظام التعاقد الوظيفي، وأشار لخطورة شطب المسافرين من سجلات الأونروا.
كلمة حركة فتح الانتفاضة ألقاها مسؤولها في الشمال الأخ جلال وهبه، طالب بالضغط السلمي والحضاري على إدارة الأونروا.
كلمة جبهة النضال الشعبي ألقاها مسؤولها في المخيم الرفيق أبو حسن البقاعي، طالب بتسليم اللجنة الشعبية خرائط البنى التحتية من شبكات الماء والمجارير والآبار، ودعا إلى تركيب ساعات الكهرباء للمخيم.
بدوره، ألقى الأخ عبد الله شرقية كلمة باسم لجنة الأحياء الجديدة، تحدث فيها عن أوضاع الأسر التي تقطن في الجزء الجديد من المخيم، والذين لم يُدرجوا في برامج التعويض أو إعادة الإعمار. وطالب بضرورة معالجة هذا الملف سريعًا، وإنصاف هذه العائلات التي تعيش في ظروف سكنية صعبة وغير ملائمة وإعطاء بدل إيجار للمستأجرين منهم.
أما مصطفى بركة، الذي تحدث باسم لجنة عمال الأونروا في قسم الآثار، فقد وجّه رسالة إلى إدارة الأونروا، داعيًا إلى تأمين وظائف للعمال وعددهم ١٨ عاملاً، عبر تعبئة الوظائف الشاغرة في قسم الصحة البيئية والأذنة والتعويض على كبار السن منهم، وهم الذين ساهموا في إعادة إعمار المخيم.
من جهتها، ألقت الرفيقة منى وأكد، مسؤولة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في منطقة الشمال، كلمة الاتحاد، أكدت فيها أن نساء البارد صامدات في وجه المعاناة والحرمان، ويتمسكن بحق العودة إلى فلسطين رغم كل ما تعرضن له من تهجير وتشريد وفقدان للمنازل. وأضافت أن المرأة الفلسطينية كانت ولا تزال في مقدمة الصفوف النضالية، مطالبة بتمكينها اقتصاديًا واجتماعيًا ضمن خطط الإغاثة والإعمار، وانتقدت طريقة تعاطي الجهات المعنية مع أبناء المخيم وإفساد شبابه.
كلمة اللجنة الشعبية ألقاها أمين السر الدوري الرفيق عماد موسى تحدث فيها عن معاناة أبناء البارد خاصة العائلات التي لم تعمر منازلها حتى الآن، وطالب برفع قيمة بدل الإيجار، ودعا إلى إيجاد حلول لأرض الملعب وأصحاب البيوت في العقارات.
كلمة الحراكات الشبابية ألقاها الناشط فراس علوش، الذي شدد بأن الحراكات ليست بديلة عن الفصائل واللجنة الشعبية بل تتكامل معها. وطالب ببناء مشفى للمخيم.
بدوره قدم الأستاذ المتقاعد حسن مواس دراسة شاملة عن أوضاع اللاجئين وأبناء المخيم ومقترحات لمعالجة المشكلات.
كلمة رابطة صفورية ألقاها الأستاذ أبو العبد عبد الرحمن الذي طالب بتوحيد الطاقات بين الجميع.
كلمة رابطة السموعي ألقاها الأستاذ نادر الحاج، أكد على الدور المرجعي للفصائل.
الحاج عيسى السيد مسؤول حركة فتح في نهر البارد دعا لتوفير الأموال المتبقية للإعمار وطالب الأونروا بفتح برنامج الشؤون واستقبال الطلبات.
الإعلامي والكاتب عثمان بدر طالب الأونروا والدولة ومنظمة التحرير إلى القيام بواجباتها.
الناشط باسل وهبه، شدد على تحسين الاستشفاء والتعليم بسبب معاناة المرضى بالشافي وتراجع التحصيل العلمي للطلبة.
الشاعر محمد موح دعا إلى إنصاف العائلات في حي جنين بخدمات الأونروا وإيصال شبكات الماء والصرف الصحي.
توصيات ختامية:
وفي ختام الورشة دعا المشاركون لمواصلة الضغط على الأونروا للإيفاء بالتزاماتها. كما دعوا إلى تنظيم فعاليات ميدانية وشعبية سلمية وحضارية بعيدًا عن إغلاق المؤسسات، تعكس وحدة الصف الفلسطيني في وجه التقصير والإهمال، مؤكدين أن مأساة نهر البارد لن تُنسى، وستظل حية في وجدان أبناء شعبنا حتى تحقيق مطالب أبناء المخيم، على طريق تحقيق العودة إلى فلسطين تطبيقًا للقرار الدولي رقم ١٩٤، نقيضًا لمشاريع التوطين والتهجير.
🧾LaBamba News