تفاصيل جديدة تكشف طريقة اغتيال محمد السنوار

تفاصيل جديدة تكشف طريقة اغتيال محمد السنوار

“مراسلوالشمال”

نشرت قناة “العربية” معلومات عن اغتيال محمد السنوار، عضو المجلس الأعلى في “كتائب القسام” والمقرّب من محمد الضيف، والذي يُعد خليفته المحتمل في قيادة الجناح العسكري. وقد اغتيل برفقة محمد شبانة، قائد لواء رفح، وعشرة أفراد آخرين من الدائرة الأمنية الضيقة للسنوار.

تشير المعلومات إلى أنّ تحركًا بشأن صفقة تبادل تتعلق بالمحتجز الأميركي ألكسندر عيدان، شكّل “المعلومة الذهبية” التي قادت إلى تنفيذ الاغتيال. السنوار، الذي ظل متخفّيًا منذ بداية الحرب، تنقّل بسرّية مفرطة وقلّما وثق بأي طرف، إلا أنّه احتفظ بالمحتجز الأميركي في مخبئه لأشهر، لإدراكه لقيمته السياسية والعسكرية.

وقد انتقل السنوار، حسب المعلومات، للاطلاع على تفاصيل صفقة عيدان التي أثارت خلافًا داخل القيادة السياسية والعسكرية في “حماس”، حيث قيل إن الإفراج عنه سيتم “بلا مقابل”، ما أضعف موقف السنوار داخليًا.

بعد توافر المعطيات، قررت إسرائيل تنفيذ عملية الاغتيال على وجه السرعة. ووفق بيان الجيش الإسرائيلي، تحصّن السنوار ومرافقوه داخل غرفتين تحت الأرض، شرق خان يونس، في منطقة تعرف بشبكة أنفاق معقّدة تبدأ من “معا” وتصل حتى عبسان وبني سهيلا والفخاري.

الضربة نفّذت باستخدام قذائف وصواريخ سامة استهدفت جميع المداخل المؤدية إلى الغرفة المحصنة، ما أدى إلى موت جميع من كان فيها اختناقًا. ويُعتقد أنّ إسرائيل استخدمت صواريخ ارتجاجية تنفث غازات قاتلة بدلًا من محاولة تفجير مباشر للغرفة، التي بُنيت بطريقة يصعب قصفها.

ورغم الحصار، نجحت مجموعة من عناصر كتيبة الشرقية في “القسام” بالوصول إلى النفق بعد ثلاثة أيام، وعثروا على 12 جثة، من بينها السنوار وشبانة، وجرى استخراج الجثث ودفنها بصعوبة نظرًا لتحوّل المنطقة إلى مسرح عمليات.

وقد مثّل اغتيال السنوار وشبانة ضربة قاسية لحماس، وأحدث فراغًا قياديًا واسعًا في الجنوب. وبناءً عليه، انتقل قرار القيادة إلى عز الدين الحداد، قائد لواء غزة وشمال القطاع، بعد فقدان معظم قادة “القسام” في رفح وخان يونس والمنطقة الوسطى.

في وقت لاحق، أكّد الجيش الإسرائيلي، بالتنسيق مع “الشاباك”، رسميًا، مقتل محمد السنوار في 13 أيار داخل مجمع قيادة تحت مستشفى في خان يونس.

يُذكر أن السنوار، في الخمسينات من عمره، التحق مبكرًا بـ”حماس”، على غرار شقيقه يحيى السنوار، لكنّه لم يمضِ وقتًا طويلًا في سجون إسرائيل. تميز بعلاقاته القوية مع الجناح العسكري وقيادته للواء خان يونس، وهو اللواء الذي شارك عام 2006 في أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وهي العملية التي أدّت لاحقًا إلى إطلاق سراح يحيى السنوار ضمن صفقة تبادل.

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *