في مطلع عام هجري جديد… هل آن لنا أن نُهاجر؟

في مطلع عام هجري جديد… هل آن لنا أن نُهاجر؟

كلمة جمعية الإصلاح والإنماء الاجتماعي ومعهد الإصلاح والإنماء لعلوم الدين.

مع إشراقة عام هجري جديد، نقف في رحاب ذكرى الهجرة النبوية الشريفة، لا كحدثٍ تاريخي عابر، بل كمنارةٍ متجددة، تحمل في طياتها معاني الثورة على الظلم، والانتقال من الاستضعاف إلى التمكين، من الفرقة إلى الوحدة، ومن الغربة إلى الهوية.

إن هجرة رسول الله ﷺ كانت فعلًا إيمانياً عظيماً، اختصر التحول من الاضطهاد إلى بناء دولة الحق والعدالة واليوم، في ظل واقع أمتنا المليء بالجراح والانقسام والتبعية، يُطرح السؤال بإلحاح: ألم يحن الوقت لنُهاجر نحن أيضاً؟ أن نُهاجر من ضعفنا وخنوعنا، من تشتتنا وتراجعنا، إلى رحاب القوة والعزة والكرامة؟

أمتنا تملك مقوّمات النهوض: ثروات بشرية ومادية، تاريخ مشرق، ورسالة خالدة. ومع ذلك، ما زالت الخلافات تمزقنا، والجهل يستولي على عقول أبنائنا، والعجز يُقعدنا عن الوقوف في وجه أعدائنا وعلى رأسهم العدو الصhيوني، الذي لا يزال يعبث بمقدساتنا ويهدد وجودنا دون رادع أو حساب.

في ذكرى الهجرة، نقولها بصدق:
الهجرة اليوم ليست جغرافية، بل هي هجرة روحية وفكرية وعملية.

هجرة من التبعية إلى الاستقلال، من اليأس إلى الأمل، من الانكسار إلى الثبات، من التفرقة إلى الوحدة، من الصمت إلى الكلمة الحرة والموقف الشجاع.

إننا في جمعية الإصلاح والإنماء الاجتماعي وما تمثله، نرى أن استلهام دروس الهجرة يفرض علينا جميعاً أن نحمي كرامتنا، نحفظ هويتنا، وندافع عن مقدساتنا، ونتشبث بثوابتنا، حتى ننال رضا الله ونكون بحق من أتباع محمدٍ ﷺ، ونورث الأجيال القادمة عزاً لا خنوعاً، وكرامة لا خضوعاً.

فمتى نكون على قدر الأمانة؟ ومتى نُهاجر إلى الله ورسوله؟

كل عام هجري وأنتم بخير،
نسأل الله أن يكون عام عزّ وتمكين ونصرة للمستضعفين،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

صادر عن: جمعية الإصلاح والإنماء الاجتماعي في لبنان، ومعهدها الإصلاح والإنماء لعلوم الدين.

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *