ايهما اطيب: العمل ام الكسل؟
مقال بقلم الأديب الأستاذ جورج بدر غانم
سائح امريكي عجوز يتمشى مع زوجته على شاطئ البحر الكورسيكي، التقى بشاب خارج من المياه مع صديقته. تبادل الاثنان حديثًا وديًا. سأل الامريكي الكورسيكي عن عمله، اجاب: “اوزع الصحف صباحًا باكرًا، آتي بعدها مع صديقتي الى الشاطئ لنسبح ونمارس الرياضة وفي المساء نذهب إلى الملهى الليلي نشرب البيرة ونرقص”. رد العجوز معاتبًا: “في مثل سنك كنت اعمل ثمانية عشرة ساعة في اليوم فتمكنت بعد سنين من جمع ثروة اتمتع وزوجتي في انفاقها في السياحة والسفر وزيارة البلدان”. ردّ الشاب الكورسيكي على العجوز الامريكي مؤنبًا بلطف وتهذيب: “بالفعل كنتَ غبيًا، فهل عليَّ ان اعمل ساعات وسنين كثيرة كي استمتع بما انا فيه اليوم من صحة جيدة وشباب قادر على القيام بما يطيب لي من الملذات التي حُرمت منها في شبابك؟ ولا تستطيع الاستمتاع بها في شيخوختك! صحيح ان الكسل احيانًا اطيب من العسل”. من المؤكد ان لا يوافق جميع الناس هذا القول خاصة الجشعين الاشرار المسؤولين الفاسدين لصوص الاموال العامة والعاملين في الهندسات المالية التي اتاحت لهم سرقة اموال المودعين التي جنوها بعرق الجبين طيلة هذه السنين.
هؤلاء اللصوص يجدون في اعمالهم القذرة لذة ما بعدها لذة ولسان حالهم يقول بلا حياء وخجل وبلا ضمير ووجل، اسرقوا ما طاب لكم من أموال المساكين واشكروا ابليس اللعين وانصتوا بلذة ونشوة الى اغنية المودع المظلوم التي يرددها بحرقة من القلب:
على عنين الناعورة، عنينها شغل بالي، هي عنينها على المي وانا عنيني على مالي ( بدل الغالي).
جورج بدر غانم
مركز النهوض الاعلامي