“الإمبراطور” ترامب.. و”الملك” نتنياهو!

“الإمبراطور” ترامب.. و”الملك” نتنياهو!

 | مرسال الترس |

كان واضحاً من خلال سياق الحرب السريعة التي جرت بين العدو الإسرائيلي وإيران، أن رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نجح في جر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تلك الحرب التي استطاع الرئيس الأميركي السابع والأربعين لتلك الولايات، أن يكرّس نفسه امبراطوراً عالمياً، مع توجيهه ضربة للمفاعلات النووية الإيرانية، بغض النظر عما واكبها من علامات استفهام انسحبت أيضاً على الرد الإيراني على قاعدة العُديد العسكرية الأميركية في قطر، لأنه نجح في إبقاء القوتين العظميين، روسيا والصين، تقفان متفرجتين ومن دون أي ردة فعل عسكرية مباشرة!

وفي المقابل نجح نتنياهو، بغض النظر عن السيناريوهات داخل كيانه التي كادت توصله إلى السجن بعد المحاكمة التي لم تنته بعد، في تحقيق حلم إسرائيلي بتحييد البرنامج النووي الإيراني او تدميره. وبذلك انتقل من كونه متهماً بالفساد وقد يصل إلى السجن، كما حصل مع سلفه إيهود أولمرت، إلى “بطل قومي”، وفعلياً إلى “ملك” على منطقة الشرق الأوسط التي جاهر من على منبر الأمم المتحدة أنه يعمل على إعادة رسم خرائطها، أو بالحد الأدنى أن يكون محظياً بالكلمة الفصل له فيها من خلال دويلاتها التي ستتصارع في ما بينها طائفياً ومذهبياً!

وفي السردية التي ترددت بعد إعلان وقف النار الذي فرضه ترامب، أن الطرفين خرجا منتصرين، ولكن الوقائع كانت مختلفة تماماً:

خسرت إيران السيطرة على أجوائها، ودكّت الطائرات الأميركية مواقعها النووية، فيما استباحت المقاتلات الإسرائيلية العديد من تحصيناتها العسكرية ومطاراتها وعلمائها النوويين، إضافة إلى العديد من قادة جيوشها، وخرجت لتعلن أنها متمسكة ببرنامجها النووي السلمي الذي أكد ترامب أنه يمكن أن يحصل ذلك بالتعاون مع الإدارة الأميركية قبل أي طرف آخر.

أما “إسرائيل”، التي شهدت دماراً لم تشهده منذ احتلالها فلسطين في سنة 1948، وخلال العديد من الحروب مع الجيوش العربية، فقد “خسرت استراتيجياً”، ولذلك سارع الرئيس الأميركي إلى القول “لقد ساهمنا في إنقاذ إسرائيل، وسنساهم في إنقاذ نتنياهو”، في حين أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الحرب بين الدولتين أصبحت من الماضي!

وبين هذه وتلك فإن ترامب وإداراته حققا سيطرة مطلقة على ثروات المنطقة، ستجعلهما متحكمين بالعديد من المفاصل التي تسهل ـ أو تخنق ـ هذا الاقتصاد العالمي أو ذاك، ولعقود عديدة، قبل أن تغيّر أحداث ليست في الحسبان مصير “الإمبراطورية الجديدة”!

أما بالنسبة للبنان، فبعدما ارتاحت “إسرائيل” لتحييد إيران، يمّمت توجهها نحو “حزب الله” الذي يبدو أن البقاء على جناحه العسكري هو العنوان للمرحلة المقبلة، ليس فقط بحسابات “إسرائيل” وإنما بتوجه أميركي يحمله الموفد الجديد توم براك!

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *