بيان صادر عن الشيخ حسام العلي
مدير عام جمعية الإصلاح والإنماء الاجتماعي – طرابلس لبنان
طرابلس تختنق … فهل من يسمع النداء؟
منذ ساعات الصباح الأولى، ومدينتنا طرابلس مغمورة بسحابة كثيفة من الدخان والروائح السامة، الناتجة عن حرق الإطارات والنفايات في الشوارع والأحياء.
لقد تحوّل هواء المدينة إلى سمّ قاتل، يهدّد حياة السكان، لا سيّما المرضى وكبار السن والأطفال، أُغلقت النوافذ، وتحوّلت البيوت إلى سجون، والخوف يسيطر على الأهالي، الذين باتوا يخشون هواءهم كما يخشون المرض.
طرابلس لا تطالب بالمستحيل، بل بأبسط الحقوق:
هواء نقي، وبيئة نظيفة، وكرامة العيش في مدينة تُصان فيها صحة الإنسان وكرامته.
فأين هي الجهات المعنية؟
أين بلدية طرابلس؟
أين وزارة البيئة؟
أين وزارات الداخلية والصحة والتنمية؟
أين هي الدولة حين يختنق الناس في بيوتهم، ويُتركون لمصيرهم دون رعاية أو تدخل؟
إننا، من منطلق المسؤولية الإنسانية والوطنية والأخلاقية، نرفع الصوت لا صراخاً، بل نداءً موجعاً، لعلّه يوقظ الضمائر، ويدفع المعنيين للتحرّك الجاد قبل فوات الأوان، وقبل أن تُسجَّل الكارثة في دفاتر الإهمال والتقاعس.
طرابلس تختنق … وأهلها يستغيثون، فهل من آذانٍ تسمع؟
هل من قلوبٍ تتحرك؟ هل من يدٍ تمتدّ لإنقاذ مدينةٍ ما بخلت يوماً في عطائها، ولا تستحقّ هذا الإهمال في محنتها؟
أنقذوا طرابلس … فإنها لا تموت بصمت، بل تصرخ في وجه الغياب!
رحم الله من نادى بالحق، وسعى للخير، وأدّى الأمانة.
والله من وراء القصد.

