انثروا عظام أطفال غزّة على رؤوس الجبال كي يُقال ماتوا جوعاً في ديار المسلمين ..
كلمة إلى نيافة المطران المقاوِم عطالله حنّا
يا سيدنا الجليل..السلام على حزنك العميق ..وعلى صوتك المتألم القادم من القدس .. والسلام على مقدساتنا ..أمانة السماء التي تحرسها بروحك وقلبك ووجدانك..
السلام على بكاء الكنائس المذبوحة بيد الصهاينة وعلى جراحات القباب الشامخة ..وعلى أنين المساجد المقتولة بيد قتلة الأنبياء..
السلام على صمود المآذن الصابرة ..
وعلى البطون الخاوية .. والشعب المجوّع والخير كل الخير عند العرب ..!! وعلى مدينة تُباد ظلماً وقهراً..
والمجد والخلود لأرواح الشهداء، وكل الشفاء للجرحى ولو أن الأجدر بالشفاء هو هذا العالم المريض الذي نعيش فيه ..فهو الأولى بتضرٌعِنا إلى الله كي يشفيه .. عالم مات ضميره وفقد إنسانيته ونسي أو تناسى كل ما بشّرت به الرسالات السماوية من قيَم ومبادئ..!! الأوْلَى بالدعاء هم أخوة الدم واللغة والدين الذين تركوا غزّة وحيدة في قلب النار وتحت الحصار .. بل ساهموا في خنقها وتجويعها ..أطفال غزّة يأكلون الرمال المجبولة بدمائهم ، وحكام العرب يكدسٌون (الترليونات) في جيوب ترامب كي تعود ذخيرة وأسلحة حديثة تمزق ألأجساد الغزاوية التي أنهكها الجوع ..
أيها القديس المُتْعَب من ظلم الإنسان للإنسان .. ومن تسلٌط هيرودس على فلسطين.. ومن غسل بيلاطس البنطي ليديه من الدم النازف.. ومن رؤية رأس يوحنّا المعمدان يُقطع كل يوم آلاف المرّات ..!!
إن الغدر والخذلان سمة هذا الزمن القبيح..زمن (البسطار) الأمريكي الذي يدوس على العالم كله وعلى كرامة سلاطين وحكام العرب ،وهم في نشوة.. فقد أنعم عليهم جلّادهم وسمح لهم بلعقِ حذائه .. هي متلازمة ستوكهولم قد حلّت عليهم كاللعنة ..!! يقدسون جلّادهم.. ويعبدونه..هم في غيبوبة لن يستفيقوا منها إلّا حين يجدون يهوه متربعاً على عروشهم ..!!
يا حارس القدس .. العرب نيام فإذا ماتوا أنتبهوا..
يا أيقونة فلسطين ..
من قتلوا كل نبِّي عبر تاريخهم التلمودي الإجرامي ، اليوم يهدمون الكنائس ليهزموا فيها روح المسيح التي تعبق في أروقتها ..
فكنائس يُعبَد فيها الله وتتردد بين جدرانها تعاليم السيد المسيح، تذكِّرهم بعجزهم .. وبأن صلبهم له لم يُطفئ
نور رسالته الإنسانية التي أنتشرت في كل أرجاء الدنيا..
هذه الكنائس الطاهرة تشعِرهم بفشلهم أمام من طردهم من الهيكل .. وبأنه رغم الصلب ما زال حياً في قلوب المؤمنين.. وفي السواعد المقاوِمَة للظلم.. وفي قبضات الأطفال المتشبثة بحجارة من سجيل يرمون بها جنود عدو كافر سفاح ..
نحن نعلم أن الطريق الى النصر مفروش بالعتمة والدم والحصار والخذلان وبأرواح سلسلة لا نهائية من الشهداء الأبرار الذين أرتقوا وسيرتقون على طريق فلسطين ..فهي تستحق الموت لأجلها .. أوَليست هي التي تحتضن مقدساتنا ..فلسطين لا تموت ..
وغزة لا تموت بل تتجدد مع كل اعتداء،وتولد من الرماد وتوثِّق تاريخها بالدم.. فكل جدار مهدوم وثيقة عز ..وكل شجرة زيتون محروقة وسام شرف ..وكل إستغاثة منك يا سيدي تستصرخ فيها ضمائر أُمّة أعتادت تضييع الأوطان .. من غرناطة إلى دمشق .. ولا تلقى إستجابة . هي شهادة وفاة للضمير والإنسانية والعرب ..!! عرب اليوم الذين لا يشبهون عرب الأمس ..من كان يقول خليفتهم أنثروا القمح على رؤوس الجبال كي لا يُقال جاع طير في بلاد المسلمين .. فأين أنت يابن عبد العزيز ..غزة تموت جوعاً والبطر كل البطر في بلاد المسلمين ..!! غزّة تباد وتجوّع
فأين الفقه الحنبلي الذي كان يجعل المرء يدفع ديّة إذا مات جاره جوعاً..
فلا تحزن يا سيد فلسطين ..من قلب الليل سينبثق النهار ..
..وستبقى فلسطين سيدة الأرض..أم البدايات وأم النهايات ..كما سمّاها محمود درويش ..
ولكم الله يا شعب فلسطين ..
ولغزّة رب يحميها.. فهي معجزة الدنيا التي أتعبت المحتل بصمودها الأسطوري ..وأدهشت العالم بتمسكها بحقِّها في الأرض، وتحدِّيها للطغيان والظلم.. للقتل والحصار والتجويع .. وبشجاعة شعبها .. لا ..لن تُهزم ..
غزة الصابرة .. الكربلائية ستلقن الشعوب المقهورة كيف تكون مظلومة وتنتصر..
غزة التي تُسرق منها الطفولة قبل أن تُزهر وتُقصف أحلامها قبل أن تتحقق ..ستلملم جراحها النازفة وتنهض من تحت الأنقاض لتقول :
أنا هنا .. أنا غزة أنا العزّة .. سجل يازمن بأنني جُعت وحولي أخوتي العرب يحاصرونني ويمنعون عني كسرة الخبز ..
فلعنة الله على الأخوة الظالمين ..
هيام وهبي