ماذا سيحصل في اليوم الاول بعد نزع السلاح؟

ماذا سيحصل في اليوم الاول بعد نزع السلاح؟

موقع “الجريدة”

مرسال الترس

في حمأة التصريحات والمواقف المتناقضة إلى الحدين السلبي والايجابي حول قرارات حكومة الرئيس نواف سلام حول حصرية السلاح بيد الدولة دون سواها، يستمر العدو الاسرائيلي في عربدته على كامل مساحة الوطن، من دون أن يجروء أحد على موقف. في حين يحاول الحريصون على إبقاء شعلة المقاومة، ولو بالحد الأدنى، من أجل إفهام الأعداء أن هذه الأرض قد تعودت في تاريخها الطويل على عدم الإذعان بالكامل لأي غازٍ – وهم كُثُر ومتعددو الأعراق والجبروت.

ولطالما تشبّه أولئك بشعوب شكّلت بوتقة متراصة وأحدثت مقاومات من الصفر، واستطاعت بالدم والعزيمة تحقيق النصر، رغم شراسة المحتل أو المعتدي، بعيداً عن الخيانات الموصوفة، والنفاق السياسي. ويسمون، على سبيل المثال لا الحصر، الشعبين الجزائري ضد فرنسا والفيتنامي ضد فرنسا أولاً ولاحقاً الولايات المتحدة الأميركية، وقد حققا السيادة لشعبيهما بعد طول معاناة ولوائح طويلة من الخسائر في الشهداء والجرحى والمعوقين، عدا التدمير الذي يتخطى كل الأوصاف.

فثورة الجزائر حملت بامتياز إسم “ثورة المليون شهيد”. وفي باطن الأرض كان ثوار “الفيتكونغ” في فيتنام الشمالية رجال بسطاء بملامح آسيوية حادة، يتحركون تحت أقدام الجنود الأميركيين من دون أن يشعروا بهم، وقد حوّلوا الأنفاق إلى ساحات معارك خفية، وشرايين حياة يتسللون عبرها خلف خطوط العدو. وعندما وجدت واشنطن نفسها في طريق خسارة تلك الحرب، التي امتدت لعقدين من الزمن، إتخذت القرار بقصف فيتنام الشمالية بالنووي التكتيكي، والسعي لإنهاء الحرب، ولكنها فشلت وجرّت ذيول خيبتها في المشاهد المخزية لطائرات الهليكوبتر وهي تُجلي المتعاونين معها من سايغون عاصمة فييتنام الجنوبية… وظلّت عبارات قائد “الفيتكونغ” الجنرال ڤو نجوين جياب خالدة عندما قال: “تقتلون منا مئة… ونقتل منكم واحداً… لكن في النهاية، سننتصر”… رغم أنها دفعت فاتورة غالية تمثلت بأربعة ملاين شهيد… وأمتد مشهد الرحيل هذا إلى كابول عاصمة افغانستان حين انتصرت “طالبان”.

والمقاومة في لبنان يمكن أن تنتصر حين تتمدد لتصبح ممثلة لكل شرائح المجتمع اللبناني، وليس فئة واحدة فقط، كي لا يخرج أحد ويدّعي أنه متضرر من تلك المقاومة.

الخوف في لبنان أن يتحول “اليوم الأول” بعد نزع السلاح، إلى يوم دموي داخلي يستعيد الصراعات بين أبناء الشعب الواحد بما يُصطلح على تسميته بـ “الحرب الأهلية”، بعدما “نجحت الحكومة اللبنانية في نقل الأزمات مع الخارج المتمثل بالغرب وحليفه الكيان اليهودي، إلى الداخل اللبناني المتخم بالتناقضات!

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *