من وحي الواقع “خطوة إعادة النظر بالنزوح “

من وحي الواقع “خطوة إعادة النظر بالنزوح السوري جيدة لكنها أتت متأخرة”

كتب الإعلامي جلال فيتروني

منذ العام ٢٠١١ إبان اندلاع الثورة السورية شكل النزوح السوري بإتجاه لبنان العامل الأكبر في ترسيخ العمالة السورية ضمن الأراضي اللبنانية وتوسعت رقعة النزوح لتشمل كل أقضية لبنان وبات السؤال المقلق لدى اللبنانيين ما مصير فرص العمل وكيف ستستطيع العمالة اللبنانية الصمود أمام هذا التدفق السوري الهائل
لنسلم جدلاً أن فترة استضافة النازحين مؤقتة لحين انتهاء الحرب الدائرة في سوريا وهنا يكمن التقاعس والاستهتار بحقوق اللبنانيين في تأمين فرص العمل في لبنان
إذ لم الحكومة اللبنانية لمعالجة مسألة النزوح الذي شكل عبئا ثقيلا ومضاعفات وإشكالات ترتب عليه وضع خطة متكاملة للحد من الانفلات الأمني والوجود الغير شرعي للإخوة السوريون
لذلك استفادت الدولة اللبنانية من النزوح السوري طوال ثلاث عشر عاما إذ أنه وصلت إلى لبنان مساعدات بمليارات الدولارات عبر منظمات تتصل بالحكومة اللبنانية فكانت المساعدات ملجئا لإبقاء موضوع النزوح في ثلاجة التأجيل لحين جلاء الأفق في سوريا

بعد هذا الشرح توقفت منظمات إنسانية عن تقديم المساعدة للأخوة النازحين السوريين في لبنان واشترطت تقديم المساعدة لهم في بلدهم الأم وبالتالي لم تعد الحكومة اللبنانية في رغبة لاستقبال نازحين جدد واستفاقت بعد غيبوبة طويلة على ترحيل السوريين الغير شرعيين والذين يدخلون إلى لبنان خلسة أو تهريب أو دون أوراق ثبوتية بظل ضغوطات يقوم بها أفرقاء ونواب في البرلمان اللبناني للحد من تزايد النزوح السني وإعادة خلط أوراق أو ترتيب حسابات
خطوة هيكلة وتنظيم الوجود السوري في لبنان أتت متأخرة رغم ما شابها من تراكمات أدت لمشاكل أمنية وخضات سياسية
لكن هل تكمل الحكومة اللبنانية خطواتها لإخر المطاف أم أنها غيمة صيف ستمر ويعود كل شيء لسابق عهده

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *