مهما كان التحديات… لبنان عصي على الانهيار

مهما كان التحديات… لبنان عصي على الانهيار

بقلم المهندس فواز الخجا

لماذا لم تنهار الدولة و لا المجتمع اللبناني مع ان كل الانظار الخارجية
كانت تنتظر هذا الحدث بعد الازمة المالية و الانهيار الغير مسبوق.
الدولة استفادت جدا من تدهور قيمة الليرة مقابل الدولار. الان تدفع ٨ % من اصل ما كانت تدفعه من خمس سنوات للموظفين
و هو القطاع العام الغير منتج و الفاسد.
لقد تخلصت الميزانية من التزامات كبيرة جدا و ايضا الكم السابق يتقلص بهجرة البعض و استقالات جماعية بكل قطاعات موظفين الدولة او القطاع العام فضلا عن توقف التوظيف و تقدم غالية كبرى الى سن التقاعد دون تعيين جدد.

القطاع المصرفي فقد ملاءته و الاهم فقد مصداقيته و الثقة فيه….لكنه مستمر بل يحقق ارباح .لم ينهار اي مصرف و لم يتدخل القضاء بخصوص الودائع المنهوبة
و لا حتى المجلس النيابي باصدار قانون الكابيتال كونترول. اليوم المواطن يتعامل مع المصارف بالحد الادنى بحسابات فريش و التحويل من الداخل الى الخارج و العكس.
و يتكبد المودع الذي لا يستفيد من وديعته رسوم اضافية مرتفعة.
المصرف المركزي لم ينهار تماما بل اليوم يستفيد من ثبات سعر الليرة و المصطنع ليراكم احتياط اضافي من العملات الاجنبية.
و كل الدعوات الخارجية لوضع عقوبات على افراد او المؤسسات جاءت اضعف من خلق اي تاثير يذكر.
الحالة الاقتصادية بشكل عام تعافت
و تقدمت و هناك استثمارات حديثة و الفضل للتحويل من المغترب الذي ابقى على القوة الشرائية بشكل ممتاز و ايضا بسبب التجارات
و مداخيل غير منظورة و منها تبيض للأموال عالمي بالاضافة للممنوعات وجدت في تراخي السلطة جنة لتجارة مربحة.

الجمعيات الاهلية المحلية و المرتبطة بجهات دولية تقوم بردم الهوة الاجتماعية في نشاط متزايد. و طبعا هناك مساعدات لشريحة كبيرة عبر قروض من الخارج لدعم العائلات الاكثر فقرا من خلال وزارة الشؤون الاجتماعية.

لا يعني هذا اننا نتقدم او نتعافى..فقط اننا عصييون على الكسر..وان الهدم الكامل لاعادة الاعمار تحت انظار الدول العظمى و الانظمة هو مشروع فشل قبل تحقيق اي خطوة فيه.

الانتظار اليوم هو في كيفية التعامل مع الامر الواقع في لبنان بعد اعادة تموضع كل المنطقة بعد التوازنات التي ستفرض وربما الحدود الجديدة التي سترسم.

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *