مينا في حفل تأبين المناضل كمال شاتيلا
بناء الإنسان
رحلت، والرحلة لم تنته بعد، ولم يكتمل الحلم.
كلمة الأخ ربيع مينا رئيس جمعية بناء الإنسان الخيرية، مدير عام و رئيس تحرير جريدة بناء الإنسان، في الذكرى السنوية الأولى لرحيل المناضل كمال شاتيلا الرئيس المؤسس للمؤتمر الشعبي اللبناني/طرابلس/الرابطة الثقافية.
الحضور الكريم
نلتقي اليوم لنحيي الذكرى السنوية الأولى لرحيل علم من أبرز أعلام الأمة العربية، رجل كتب تاريخه النضالي بأحرف من غار وكرامة وشرف، رجل عرفته ساحات النضال من المحيط الى الخليج مناضلا”، مكافحا” ، يتصدر التحركات النضالية منذ أن كان طالبا” على مقاعد الدراسة الى أن أضحى قائدا” ومؤسسا” لأحد أبرز الأحزاب القومية العربية من إتحاد قوى الشعب العامل إلى المؤتمر الشعبي اللبناني، والذي كانت مسيرته النضالية مثالا” يحتذى به في زمن التقسيم و العصبيات، في أمة أصابها الوهن والانكسار منذ الإحتلال الصهيوني لفلسطين إلى يوم رحيله، بإستثناء بعض ومضات العز والإنتصار التي سطعت من لبنان العروبة إلى فلسطين التضحية والجهاد.
كنا دائما” نلتقي معه، رحل و ما زلنا نلتقي معه فكرا” و منهجا”، أحب طرابلس، فأحبته، فتح قلبه للجميع فأحبه كل الجميع.
كمال شاتيلا ، مدرسة فكرية كبرى متكاملة الأبعاد والزوايا، وموسوعة سياسية شاملة، تركت آثارها العميقة على مساحة الوطن العربي من المحيط إلى الخليج.
يملك رؤى وحلولا” ومشروعا” حضاريا” تتجاوز عناصره ومكوناته وتأثيراته الساحة اللبنانية إلى آفاق الأمة العربية والإسلامية الرحيبة.
رحلت، والأمة على موعد إنبلاج فجر جديد بدأت ملامحه تظهر منذ ٧ أكتوبر بطوفان أشرقت شمسه من غزة العزة إلى مختلف أرجاء المعمورة، فأسس الطوفان لمشروع زوال الكيان الصهيوني ولإسقاط كل أذنابه وأدواته المرتهنة للإمبريالية الامريكية، طوفان سيعيد للأمة كرامتها وعزها ويحقق إنتصارها على كل محاور الشر الصهيو-أميركية وعملائهم من أنظمة التنازل والتخاذل والتطبيع.
رحلت دون غياب، والأمانة في أعناقنا، نحيا ثنائية الموت والحياة، وأحادية الإنعتاق والتحرر، وحتمية إنتظار نصر قريب آت مؤزر يحتضن ذرات رمل فلسطين.
فلا خيار لنا إلا الإستمرار والمواجهة والبقاء واليقظة والنهوض والوحدة والإنتصار.
رحلت، والرحلة لم تنته بعد، ولم يكتمل الحلم.
أما كان لك أن تنتظر بعد، ولكنه قدر الله ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.
في الذكرى السنوية الأولى لرحيلك نم قرير العين، على العهد باقون عروبيون وحدويون مؤمنون باقون إلى أن تستقر الحقيقة
رحمك الله أيها المناضل الكبير، وأسكنك فسيح جناته، و رزقك منزلة الصديقين والصالحين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته