• في 15 أيلول 1982، انكشفت الخدعة الأميركية الصهيونية المسماة “بأتفاق فيليب حبيب”.
• رفعنا من الساعات الأولى للاحتلال شعار “ليس من العار ان يدخل العدو ارضنا ولكن العار كل العار ان لا يجد من يطلق النار عليه .”
• تزامن عيد انطلاق المقاومة مع المولد النبوي الشريف تأكيد على العمق الايماني للمقاومة.
• ما يجري في غزة اليوم استكمال لما جرى في بيروت عام 1982، والنصر آت بإذن الله .
• نهجنا في تجمع اللجان مع كل مقاوم للاحتلال والظلم والاستبداد.
• تحية لشهداء التجمع وكافة الشهداء في مقارعة الاحتلال على امتداد العقود.
يوم الخامس عشر من أيلول يوم خالد في حياة لبنان والأمة ، ومحطة هامة في مسيرة الصراع مع المشروع الصهيوني، ففي مثل هذا اليوم دخلت دبابات الاحتلال مدينة بيروت لتكون العاصمة العربية الثانية التي يحتلها العدو بعد القدس، ولتنطلق منها آنذاك مقاومة باسلة، شعبية وحزبية، وطنية وقومية وإسلامية ، توّجت صموداً بوجه حصار دام اكثر من ثلاثة اشهر شارك في مواجهته يومها وطنيون لبنانيون ومقاومون فلسطينيون وجيش عربي سوري ومتطوعون عرب وأجانب .
وفي ذلك اليوم انكشفت الخدعة الأميركية – الصهيونية المتمثلة باتفاق “فيليب حبيب” المشؤوم الذي تعّهد بعدم دخول الجيش الإسرائيلي العاصمة اللبنانية وحماية امن المخيمات الفلسطينية مقابل خروج القوات الفلسطينية والسورية من بيروت بعد قصف وهجمات وحصار لم تنجح في تحقيق اهدافها، فتبدد في ذلك اليوم الحزين التعهد الاميركي وجرى احتلال العاصمة وارتكب العدو وعملائه مجزرة العصر آنذاك، وهي مجزرة صبرا وشاتيلا ، التي مرّ عليها 42 عاماً دون أي حساب او عقاب.
في ذلك اليوم ايضاً رفعنا في الساعات الأولى لتوغل قوات الاحتلال شوارع العاصمة شعاراً تمت ترجمته على الأرض في كافة أحياء بيروت وهو ” ليس من العار ان تدخل قوات العدو أرضنا ، لكن العار كل العار ان لا نطلق النار عليها “، وكان من اول علامات ترجمة هذا الشعار على الأرض هو تصدي شباب “الرابطة” في الطريق الجديدة” مع أهالي المنطقة لمنع تقدم قوات الاحتلال على محور المدينة الرياضية -كلية الهندسة في جامعة بيروت العربية واستشهد عضوا الرابطة الشابان الشيدان محمد الصيداني وعصام اليسير (رحمهما الله) ، وتم منع قوات الاحتلال من التقدم على ذلك المحور لتنطلق بعد تلك المعركة مقاومة باسلة امتدت الى كافة احياء العاصمة فاضطر العدو للانسحاب بعد أقل من أسبوعين فيما قواته تردّد عبر مكبرات الصوت :” يا أهل بيروت لا تطلقوا النار علينا … فنحن منسحبون من مدينتكم..”
ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن ما تزال المقاومة مستمرة يشارك فيها أبطال المقاومة الإسلامية والقومية والوطنية مؤكدين ان المقاومة هي فعل تراكمي تكاملي لا تقتصر على منطقة دون أخرى ، ولا على جهة دون أخرى، حتى باتت اليوم رقماً صعباً في معادلة الصراع وباتت فعاليتها كبيرة وتأثيرها هاماً داخل كيان العدو وفي كل الساحات …
إن تجمع اللجان والروابط الشعبية يعتز أنه كان جزءاً من مقاومة شعبية واسعة توّجت اياماً من الحصار على بيروت، وخاضت معارك التصدي للاحتلال ولكافة تداعياته ، لا سيّما اتفاق 17 أيار المشؤوم، كما يعتّز التجمع كذلك انه بقي أميناً لنهج المقاومة ولابطالها على كل صعيد، حريصاً على الالتفاف حولها ، لبنانياً وعربياً وعالمياً ، عبر العديد من المبادرات التي اطلقها خلال العقود الماضية ، والتي لم تقتصر على المقاومة في لبنان بل شملت كل مقاومة للاحتلال ، صهيونياً كان كما في فلسطين حتى اليوم، أو اميركياً كما في العراق في مطلع هذا القرن ، أو كونيا وفتنوياً داخلياً كما في العديد من أقطار الامة…لا سيّما في سورية والجزائر وليببا واليمن والسودان.
ويؤكد التجمع ان تزامن موعد انطلاق المقاومة بعد احتلال العاصمة هذه الايام مع عيد المولد النبوي الشريف هو تأكيد على العمق الايماني لمقاومتنا في لبنان وفلسطين وكل أقطار الامة، وهو عمق يؤكد أيضاً التلازم بين مشروع المقاومة ومشروع النهضة في الامة، فالمقاومة تقود الى النهضة، على كافة المستويات، والنهضة توفر للمقاومة حصانة وقدرات على التطور والارتقاء في مواجهة العدو.
كما أننا في تجمع اللجان والروابط الشعبية نرى فيما يجري في قطاع غزة خصوصاً، وفلسطين عموماً ، استكمالاً طبيعياً لما جرى في بيروت ولبنان قبل 42 عاماً، وهو مقاومة باسلة تقود حتماً الى النصر، كما يرى التجمع في المساندة اللبنانية لملحمة “طوفان الأقصى” تعبيراً جاداً عن رسالة لبنان الإنسانية في الانتصار لكل مظلوم أو مضطهد أو محتل، ولا يمكن أن نعزل لبنان عن رسالته، كما لا يمكن ان نفصل رسالته عن الانتصار لكل مظلوم .
إن تجمع اللجان والروابط الشعبية إذ يحيّ شهداءه في ملحمة بيروت 1982، وهم فؤاد أبو حطب ومحمود الدالاتي في جهاز الدفاع المدني في جمعية شبيبة الهدى، والمفقودين وهم إبراهيم نور الدين، بلال الصمدي، حيدر زغيب، فواز الشاهر، محمد شهاب، والجريح محمد المعلم الذي تم اسرهم وانقطعت اخبارهم بعد معركة مشرّفة مع الانزال الصهيوني في منطقة جسر الأولي ليل 5-6 حزيران1882 فاننا نعاهدهم ونعاهد سائر رفاقنا الشهداء اننا باقون على عهد فلسطين والعروبة والنهضةوالعدالة حتى التحرير الكامل والانتصار المؤزر.
بيروت في 15/9/2024