قصة اليوم بقلم الكاتب والباحث فواز الخجا

قصة اليوم بقلم الكاتب والباحث فواز الخجا

وضع في جيبه ١٥٠٠ $ كل ما ادخره و احضر جواز السفر و حمل اعلان عن رحلة بحرية لجزر اليونان و مرافىء ايطاليا.
توجه للمرفأ و تقدم واقفا في صف السواح لشراء تذكرة السفر لرحلة على ظهر السفينة السياحية الاجنبية و حمل بيده ٥٠٠ $ كما فهم من الاعلان. و عندما وصل دوره اعتذر منه الموظف شارحا ان مجموع الكلفة للرحلة هو ١٥٠٠ $ و اكمل في تفاصيل ذلك لكنه لم يعد يسمع ما يقوله لانه صدم فهذا المبلغ الذي يحمله هو بحاجة له لدفع المصاريف خلال الرحلة. و نظر خلفه فرأى طابور ينتظره و صار عليه ان يقرر بسرعة ما سيفعل. هل يدفع كل ما يملك او يلغي فكرة السفر.
دفع المبلغ و غادر مسرعا الى السوق فاشترى معلبات و مأكولات بمبلغ زهيد على ان تكفيه مدة الرحلة و رجع قبل موعد انطلاق الباخرة.
خلال عشرة ايام كان يأكل ما احضر و لا يشتري اي شيء اخر بل لا يتجول بالسفينة حيث المقاهي و المحلات للهدايا التذكارية.
بعد ان مكث في الكابين الصغير اغلب مدة الرحلة ، قرر باخر ليلة التوجه الى المطعم
و طلب ارخص صحن للعشاء. لكن النادل شرح له ان المطعم يقدم بهذه الليلة تشكيلة واسعة من ثمار البحر و السلطات و المقبلات والفواكه و المقبلات ولكنه اصر على صحن بطاطا مقلية فقط لانه لا يملك الا مبلغ بسيط جدا كان يحتفظ فيه لاخر الرحلة.
طلب الفاتورة بعد الانتهاء من الطعام لكن النادل قال له ان الوجبة مثل كل وجبات الرحلة مدفوعة من ضمن تذكرة السفر.
بل ان كثير من النشاطات الترفيهية
والمرطبات و القهوة في مقاهي الباخرة ايضا مجانية.
لو كنت اعلم !
هكذا تمضي الحياة و نحن في قلق وخوف
و تقتير على ما نحب مع ان الرزاق وعدنا وهو مالك خزائن السماء و الارض.

الكاتب فواز الخجا

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *