لوحة وقصة
تتحدث هذه اللوحة بضربات الفرشاة عن الكدح الإنساني وتصوغ قصيدة بصرية تحكي قصة الأرض وأبنائها. هنا، لا تروى الحكاية بالكلمات بل بالوجوه المتعبة والقلوب المفعمة بالصبر.
اسم اللوحه فلاحون فرنسيون في حقل قش
من ابداع للفنان الفرنسي جورج لووغيية وتعود لعام ١٨٨٢
يتقدم الفلاح الشاب مثقلا بأدواته الزراعية، كأنه يحمل على كتفيه كل آلام الريف وأحلامه المكبوتة. عيناه تتحدثان عن شقاء الأيام، وثيابه البسيطة تنضح برائحة الحقول وصراعها مع الحياة. خلفه، تبرز امرأة تحمل بين ذراعيها حزمة القش، كأنها تحمل في صمتها قصة التضحية التي نسجتها أيدي الأمهات، فيما الطفلة الصغيرة تمشي بخطواتها المتعثرة، تحمل أداة زراعية، وتشارك منذ نعومة أظفارها في ملحمة البقاء.
السماء برحابتها ترسم سقفا لهذه الحياة المرهقة، والسحب المتناثرة تبدو كأنها تراقب هذا المشهد الإنساني بتعاطف. اللون الذهبي الذي يغمر الحقل لا يعكس ثراء، بل هو مرآة لعرق هؤلاء الفلاحين الذين يحفرون بأيديهم طريق العيش بين شوك الطبيعة وقسوتها.
لوحة اعجبتني بأسلوب تصويرها وكان اخذت بكمرة حديثه من مكان الصورة للمجموعة التي نراها أمامنا.
وهذا الأسلوب لم يرسم به في ذالك الحقبة القديمة فمعظم اللوحات ترسم من مسافات وإبعاد مختلفة وليس من أمام الموديل وتحديدا على مسافة منخفضة.
لقد أبدع الفنان في وصف اللوحه وإخراجها على هذه الصورة .
الفنان محمد نابلسي.