في هدي خنادق “نموذجية”!

في هدي خنادق “نموذجية”!

المطلوب من وزارة الإعلام ان تلغي نفسها بنفسها.، على ان تشدد وسائل الإعلام المختلفة على رقابة ما ذاتية منعا لمزيد من التدهور نظرا إلى غياب وزارات العقل اللبناني الأخرى منذ امد بعيد. هاكم انعكاس مناخات اقنيتنا التلفازية نموذجا للتدهور ذلك الذي تفاقمه الاقنية ولا من يسأل ويجيب!
تغتر دمانا المحركة، وليس حتى المتحركة ، في اقنيتنا المتكاثرة كالفطر في البراري، بالمظاهر وتعشق المساخر ، فالذهب الوهاج والألوان الزاهية، تسطو على العيون، قبل ان تمحص العقول ما وراء اللمعان وروعة الألوان.
يغترفون من الثقافة وهما ويشربون من التقليد سما او بلادة. يلتهمون ثمار الفكر والسياسات، بلبابها الفجة وقشورها الصلدة فيحس المشاهدون بتخمة مؤلمة تمزق أحشاءهم وتقضي على راحتهم المنشودة.
يقبلون على الشهرة، إقبال الفراشات على اللهب، فتحترق منهم جماعات وتتساقط منهم جماعات، وتبقى جماعات تدور في فضاء التيه والحيرة فلا تهتدي!
لم تستطع شاشاتنا عموما ان تمحو آثار الشرور، ولا ان تقضي على شياطين المآثم والفواجع، ولا أن تستأصل جذور الخزعبلات والفظائع، فإنك لتجد في نطاقها وحشية العصور الحجريّة واستبداد القرون الوسطى ومجازر جديدة مبتكرة. انها، بوجه عام، تعبد المال والجاه والقوة، وتعبد نفسها اولا!
زخرفات باطلة وأناس يصفقون مع المصفقين ويرقصون على قرع طبول المطبلين، من غير ان يعرفوا ، لماذا يصفقون ويرقصون.
شعوذات تضحك وتبكي تنال مما بقي من عزة شعبنا، وتجرح ما ترك لهم نافذون مستكبرون، من رفعة وسلامة. جميلات يمسين بين ليلة وضحاها ممثلات و/أو مذيعات وكذلك ازواجهن وأبناء الحي القريب.
حفنة من أناس يكرم بعضهم بعضا في ظل فوضى منظمة وفقدان معايير ، يتداولون شاشاتنا بلا رقيب ولا حسيب في غمر ركاكة بل رطانة ونغولة لغوية.
وضع معظم شاشاتنا الصغيرة (جدا) على ارض ضيقة وهي تضيق ، يحتاج إلى صبر جميل، ولا بد من تواصل أبناء جلدتنا معها والتعايش احيانا حتى يهدي ربك من يشاء!

د. جهاد نعمان
استاذ في المعهد العالي للدكتوراه

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *