منبر الدولة لا يُشوَّه.. دفاعًا عن تلفزيون فلسطين وكرامة مؤسساتنا الوطنية
(( إسلام أبو عرة ))
تلفزيون فلسطين على الأرض.. وعيونه على الوطن مش على الترند!
في الوقت الذي تتصاعد فيه آلة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، وتُرتكب مجازر يومية بحق الأطفال والنساء والمدنيين، يقف الإعلام الفلسطيني الرسمي، وفي طليعته تلفزيون فلسطين، كحائط صدّ أمام محاولات طمس الحقيقة.
هذا المنبر الذي لم يتوانَ عن تقديم الشهداء والجرحى من طواقمه، يعمل في ظل ظروف ميدانية وإنسانية غاية في الصعوبة، لكنه ظلّ متمسكًا بمهمته الوطنية: إيصال صوت الشعب الفلسطيني إلى العالم، وكشف جرائم الاحتلال أمام الرأي العام العالمي.
ما يحدث اليوم من بعض الأصوات التي تحاول الإساءة لهذا الصرح الوطني، لا يمكن قراءته خارج سياق ما تتعرض له مؤسسات الدولة الفلسطينية من حملات ممنهجة، تهدف إلى تفكيك الرواية الوطنية، وضرب الثقة بالمؤسسات الجامعة للشعب الفلسطيني.
لا يمكن لأي وطني حقيقي أن يقف صامتًا أمام محاولات تشويه مؤسسة تقف في خط النار، وتنقل بالصوت والصورة معاناة شعبنا في خيام النزوح، وتحت الأنقاض، وفي كل زاوية من زوايا غزة المحاصرة.
إن تلفزيون فلسطين، شأنه شأن الإعلام الرسمي برمّته، لم يتوقف يومًا عن العمل رغم الأزمة المالية الخانقة، ولم يتخلَّ عن رسالته رغم شحّ الإمكانيات، بل ظلّ طاقمه – من صحفيين وفنيين ومراسلين – يعملون بدوام كامل، حاملين الكاميرا والكلمة في مواجهة المدفع والطائرة.
من السهل على من يجهل طبيعة العمل الميداني في الحروب أن يُطلق التهم من خلف شاشة هاتفه وتحت المكيفات، ولكن من الصعب أن يُدرك معنى أن يُستشهد زميلك بجوارك، وتكمل عملك، وتبكي لاحقًا بصمت.
من السهل اختلاق رواية، ولكن من الصعب أن تُقدّم للعالم أدلة موثّقة ومهنية على جرائم الإبادة، كما تفعل طواقم تلفزيون فلسطين يوميًا.
إن هذه المؤسسة لم تكن يومًا ملكًا لحزب أو شخص، بل هي منبر رسمي لشعب يكافح من أجل حريته، ومكون أصيل من مكونات بناء الدولة الفلسطينية القادمة رغم الجراح.
وعليه، فإن من يهاجم هذه المؤسسة العريقة في هذا التوقيت بالذات، إما أنه جاهل بالواقع، أو أنه يساهم – بقصد أو بغير قصد – في مشروع الاحتلال الرامي إلى تفكيك مؤسساتنا، وتفريغها من محتواها الوطني.
إن الدفاع عن مؤسساتنا، في مقدمتها الإعلام الرسمي، ليس ترفًا سياسيًا، بل واجب وطني وأخلاقي وإنساني في ظل معركة وجود يخوضها الفلسطيني كل يوم، على كل الجبهات.
كفى تشويهًا.
كفى اتهامات باطلة.
كفى جلد الذات في وقت نحتاج فيه كل صوت وكل ذراع وكل منبر في معركتنا الكبرى من أجل البقاء والحرية.