التاسومة والعائلات المحرومة

التاسومة والعائلات المحرومة.

بقلم الأديب الأستاذ جورج بدر غانم

كان لايميلدا ماركوس زوجة الرئيس الفليبيني الأسبق خزانة كبيرة في غرفتها يبلغ تعداد تواسيمها فيها المئات، كانت تنظر اليها بفخر وغرور وكبرياء فتشعر بانها مميزة تسمو عن سائر النساء.
كتب الشاعر العراقي عبدالرزاق عبدالرحمن:
“ربما مالٍ بقى ويفنى ذووه، وبناء يبقى ويفنى البناةُ
انسينا أننا ابناء اناس عاشوا قليلًا وماتوا؟”
هذان البيتان درسًا لايميلدا على الشكل التالي:
“رب احذية فاخرة تبقى ويفنى المنتعلُ
كم من اناس ملكوها وفي زمن قصير رحلوا”.
في مصر وفي مطلع القرن العشرين قاد ظابط إنكليزي يمتطي حصانًا عمالًا مصريين ليعملوا في شق احد الطرقات، فكانوا يرددون هازجين:
“ضابطنا يا ابن البومة حقك حق التاسومة” الظابط الذي يفهم اللغة العربية قال لمرافقيه: “هؤلاء المساكين يحلمون بتواسيم ينتعلونها”.
وهذا ما قاله يومًا الاديب، الفيلسوف، المفكر محمد الماغوط عن قيمة الوطن اجاب: “تاسومة انتعلها لانني امشي حافيًا”.
بعد ما سميت حرب حزيران ١٩٦٧ بنكسة، كان المتظاهرون في المدن العربية يرددون هازجين: “يا دايان ويا بومة، يابو الذقن المبرومة، اعطينا شعرة من ذقنك تنخيط هالتاسومة”.
في بغداد، تسعينات القرن الماضي وفي مؤتمر صحافي، ضرب اعلامي بحذائه الرئيس الامريكي جورج بوش. بعد خروج الاعلامي من السجن عرض عليه ثرّي عربي شراء تاسومته بمبلغ عشرة ملايين دولار هذا المبلغ يكفي لاعالة عشرة آلاف اسرة عربية محتاجة لكل واحدة منها مبلغ الف دولار. طبعًا للثري حرية توزيع ماله كما يشاء.
في قصيدة الاطلال تقول كوكب الشرق ام كلثوم لا تقل شئنا فان الحظ شاء.
في الحديث عن التواسيم هل يمكن لاي لبناني او عربي ان يقدر قيمة تاسومة الوزير السابق وئام وهاب؟

جورج بدر غانم

مركز النهوض الاعلامي

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *