أزمة “ما بعد الصيف” تطلّ برأسها كما كل عام
مع دقّ ناقوس نهاية الموسم السياحي في لبنان، يخيّم القلق على شريحة واسعة من الشباب وطلاب الجامعات الذين وجدوا في الأعمال الموسمية فرصة مؤقتة لتأمين دخل يخفّف من وطأة الأزمة الاقتصادية. لكن هذه النافذة الصغيرة بدأت تُغلق مع إعلان مؤسسات سياحية عدة عن توقّف نشاطها تدريجياً، إيذاناً بمرحلة جديدة من البطالة المتزايدة.
فالقطاع السياحي الذي شكّل طوق نجاة خلال الصيف، فتح المجال أمام آلاف فرص العمل المؤقتة في المطاعم والفنادق والمسابح والمراكز الترفيهية، غير أنّ هذه الوظائف لم تكن سوى “تنفّس اصطناعي” للاقتصاد المنهك. واليوم، مع انسحاب هذا القطاع إلى حالة البيات الموسمي، يجد الشباب أنفسهم أمام فراغ مهني جديد، يفاقم أزمة البطالة التي تُعدّ من الأعلى في المنطقة.
ويُجمع خبراء الاقتصاد على أنّ المشكلة لا تكمن فقط في محدودية الموسم السياحي، بل في غياب سياسة حكومية قادرة على تحويل هذه الطاقات الشبابية إلى فرص عمل مستدامة، سواء في مجالات التكنولوجيا، الزراعة، أو الصناعات الإبداعية. فالبلاد تعيش على إيقاع موسمي هشّ، يحكمه الصيف والحركة السياحية، ويترك آلاف العاملين في مواجهة المجهول مع أوّل أيام الخريف.
موقع طرابلس الوطنية