مساهمة من سعادة النقيب الصديق د. غسان رعد

مساهمة من سعادة النقيب الصديق د. غسان رعد

فسحة المساء

هل خطر ببالك يومًا… أن شخصيتك مذكورة في القرآن الكريم؟
ليس في الأبراج ولا الظنون… بل في كلام رب العالمين!
اقرأ وتأمل… فقد تجد نفسك بين السطور، وتكتشف موقعك بين العباد، وتعرف قدرك ومصيرك!

رُوي أن الأحنف بن قيس جلس يومًا يتفكر في قول الله تعالى:
﴿لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ﴾
فقال: “هاتوا لي المصحف لأعرف من أنا، ومن أشبه!”

فتأمل وقرأ…

فمرَّ على قومٍ:
﴿كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ، وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ، وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾

وقومٍ:
﴿يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾

وقومٍ:
﴿يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةً﴾

وقومٍ:
﴿يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ﴾

فقال بتواضع:
«اللهم لست أعرف نفسي في هؤلاء!»

ثم قرأ…

﴿إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ﴾

و﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ، قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ﴾
فقال: «اللهم إني أبرأ إليك من هؤلاء!»

حتى وصل إلى الآية التي هزّت قلبه:
﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾
فبكى وقال: «اللهم أنا من هؤلاء!»

فأكثروا من التوبة… وأكثروا من الاستغفار…
فربكم غفور رحيم.

واعلموا أن أهل الجنة إذا دخلوا الجنة ولم يجدوا أصحابهم الصالحين الذين كانوا معهم… يسألون عنهم ربهم فيقولون:
“يا رب، لنا إخوان كانوا يصلّون معنا ويصومون معنا، فلم نرهم؟”
فيقول الله عز وجل:
﴿اذْهَبُوا إِلَى النَّارِ فَأَخْرِجُوا مَن كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِّنْ إِيمَانٍ﴾

وقال الحسن البصري رحمه الله:
“استكثروا من الأصدقاء المؤمنين، فإن لهم شفاعة يوم القيامة.”

وابن الجوزي أوصى فقال:
“إن لم تجدوني يوم القيامة فاسألوا عني، وقولوا يا ربّنا عبدك فلان كان يذكرنا بك.”
وبكى رحمه الله.

وأنا أقولها لكم من القلب:
إن لم تجدوني معكم في الجنة… فاسألوا عني.

اللهم اجعلني وإياكم من أهل النعيم…
اللهم أحسن خاتمتنا، واغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا.

أخي وأختي الكرام:
اختم قراءتك بالصلاة على الحبيب المصطفى ﷺ، وعلّق بـ “اللهم اجعلنا من التائبين” لعلها تكون لك شهادة عند الله.

مركز النهوض الإعلامي

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *