الملك فاروق… حين أطعم الجياع بقرش واحد

الملك فاروق… حين أطعم الجياع بقرش واحد

كان من عادة الملك فاروق يخرج بالليل، ومعاه سكرتيره الخاص حسين حسني باشا،

ثم ياخدوا عربية مدنية عادية، عشان يشوفوا الناس عايشة إزاي وأحوالهم إيه..

وفي يوم الملك نزل بعربيته والدنيا كانت برد جدا..
ولما وصل “السيدة عائشة” شاف راجل قاعد على جنب..

وقف بالعربية أدامه وسأله: قاعد كدا ليه؟

الراجل قاله: كنت جاي أشوف شغل يا بيه والليل دخل ومعرفتش أروح..

الملك فاروق سأله: انت منين؟

الراجل رد: من البحيرة، وجاي أشوف لقمة عيشة هنا في مصر..

الملك سأله: طيب قاعد في البرد ليه؟

الراجل رد: وهروح فين يا بيه؟.. معرفش حد هنا..

فاروق سأله: طيب كلت؟..

لكن مردش..

ولما سأله تاني.. قاله: على اللقمة اللي خرجت بيها من البيت.. بس الحمد لله..

الملك اداه فلوس يجيب أكل وسابه ومشي..

وطول الطريق وهو راجع القصر فضل ساكت ومتكلمش مع حسني باشا على غير عادته..

وأول ما النهار طلع جمع كبار المسئولين بشكل عاجل..

وفي الاجتماع حكالهم حكاية الراجل اللي قابله وقالهم: أنا بفكر أعمل مكان أي حد جعان يروح ياكل فيه..

وكانت دي بداية فكرة مطعم الملك فاروق الخيري..

وبعد الاجتماع أمر الحكومة بشكل رسمي إنها تعمل مطعم في وسط البلد، وتحديدا في باب الشعرية، عشان يستقبل الفقرا اللي عايزين ياكلوا..

لكن الملك فاروق ركز على حاجة مهمة جدا.. وهي إن الفقراء وهما بياخدوا الأكل ميحسوش إن حد بيعطف عليهم..

وعشان كدا خلى الوجبة بقرش واحد بس.. وكانت لحمة أو فراخ مع الخضار والفاكهة كمان..
واللي ممعهوش القرش ياخد الأكل ببلاش..

والمطعم كان بيقدم أفضل أكل وشرب..

والملك فاروق عين مجموعة من أحسن الطباخين عشان يعملوا الأكل للغلابة..

وكمان عين طباخ كبير من القصر الملكي مشرف عليهم ومسئول عن المطبخ..

وكل الناس المحتاجة كانت بتروح تاكل هناك.. وفي شهر رمضان موائد الرحمن بتبقى بطول الشارع..

وفضل المطعم يخدم الغلابة 20 سنة كاملين على حساب الملك فاروق الخاص لحد ما حصل اللي حصل في 23 يوليو سنة 52..

وبعدها اتصادرت كل ممتلكات الملك فاروق والعيلة المالكة والمطعم اتقفل طبعًا!

ولحد النهارده اليافطة اللي مكتوب عليها “مطعم فاروق الخيري” موجودة زي ما هي برغم مرور سنين كتير جدا.. كإنها بتفكرنا بالحاجة الحلوة اللي ضيعناها من إيدينا..

رحم الله الملك فاروق الأول وغفر له وتجاوز عن سيئاته.

عن صفحة مليون سلام

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *