لوحة وكلام “هبِّي يا رياح الشتاء”

لوحة وكلام “هبِّي يا رياح الشتاء”

للرسام جون إيفرت ميليه”اسم اللوحة مُستوحى مِن قصيدة للأديب الإنجليزي ويليام شكسبير تحمل نفس الاسم، “هُبِّي هُبِّي يا رياح الشتاء”، والتي ظلَّ مطلعها يتردد في رأس ميليه أمام المشهد، يفتتح شكسبير القصيدة كالآتي “هُبِّي هُبِّي يا رياح الشتاء – أنتِ لستِ بالغة القسوة – مثل جحود الإنسان – وعضتك ليست حادة – فأنتِ لستِ بادية للعيان.”

في اللوحة امرأة هي الأكثر بروزا دون التدقيق قد نحسبها تضُم عليها شالها مِن البرد؛ لكنها في الحقيقة تضُم عليها رضيعها، امرأة تجلس على صخرة في العراء بجوارها سُرّة ملابسها، تضُم رضيعها إليها وتُرخي عليه شالها لتطعمه، المشهد العام للوحة يوحي بعاصفة رياح تُصرصر وسماء مُلبدة بالغيوم وثلوج تتساقط.


الرجُل الذي يسير -تاركًا إياها في العراء والعاصفة مع رضيع- ليس مُجرد رجل يمشي مبتعدًا، هو يمشي على قلبها وسيظلّ وقع خطواته على قلبها يؤلمها العمر كله، هي بلا طريق بلا مأوى بثياب رثَّة، مع طفل، تدقُ على جسدها العاصفة لتطردها لأنها تشغل مساحة مِن مكان الهبوب، وكلبٌ يعوي ملأ المسافة بينهما وريحٌ تكنسُ كل شيء.
الرجُل الذي يسير -تاركًا إياها في العراء والعاصفة مع رضيع- ليس مُجرد رجل يمشي مبتعدًا، هو يمشي على قلبها وسيظلّ وقع خطواته على قلبها يؤلمها العمر كله، هي بلا طريق بلا مأوى بثياب رثَّة، مع طفل، تدقُ على جسدها العاصفة لتطردها لأنها تشغل مساحة مِن مكان الهبوب، وكلبٌ يعوي ملأ المسافة بينهما وريحٌ تكنسُ كل شيء”.

“هند مسعد”

عن صفحة الفن لغة العالم

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *