الحربة “استيقظت على بكاء راغب”
و عمره ٩ سنوات. قال لي انه رأى كابوس ولا يحب او يستطيع روايته لي.
لم اخبر ابني يوما ان بعمر خمسة عشر سنة و باقامتي هاربا مع جده و جدته في الزبداني بسبب حرب السنتين ،دق بابنا بمنتصف الليل حرس القصر الجمهوري لحافظ الاسد و اعتقلوا ابن عمتي
وطلبوني لكن ابي تملص منهم
وانقذني . وكانت وشاية .
لكنه فيما بعد علم انني استدعيت في طرابلس لعدة مراكز امنية
ومنها مركز مار مارون الشهير فقط للتهديد والوعيد و للاسف كانت تحل المعضلة برشوة.
انا لم اسكت و اظهرت معارضتي بوضوح و كنت اعرف الخطر و كان يصيبني اكبر من الخوف و اقسى من القلق. لكن كل ما سمعته عن وحشية النظام و اجهزته الامنية تبين انه فقط راس جبل الجليد وان تحت الماء الحجم الاكبر.
كما تحت شوارع دمشق مدينة تسمى جهنم.
بعد صيدنايا و المزة و فرع فلسطين و سجن تدمر سجن اكبر. بعد من تمنى الالاف الموت للتخلص من التعذيب. بعد المفقودين و الاسرى الاموات لا الاحياء ، اعتذر من الذين قاطعتهم من اهلي بسبب مواقفهم الخنوعة و مسايرتهم للواقع دون اعتراض. الان فهمت الخطر و فهمت رخصة المؤمن ان يكفر بلسانه و قلبه يعلن الايمان.
الحربة هي ما راى راغب بتلك الليلة. سكين غليظة معلقة على فوهة كليشنكوف بيد جندي من القوات الخاصة.. غرز الحربة في خاصرتي.. فصرخ من نومه ابني.
ولكم ولنا طول البقاء
شكرا للمرسل الاستاذ فواز الخجا