إستضاف برنامج مدار الليل والنهار الصباحي على إذاعة: سبوتنيك الروسية – بيروت
الباحث والمحلل السياسي الدكتور باسم عساف ، حيث دار الحوار حول قضايا دولية وأوروبية ، وخاصّةً ما يتعلق بحرب روسيا وأوكرانيا ، وتأثيرها على أوروبا والناتو ، ومسألة التغييرات في الشرق الأوسط ، والتأثير الأميركي فيها ، كما تم البحث في الأطماع الأميركية بالمواقع الإستراتيجية بما حولها وفي باقي القارات بالعالم …
ومما جاء في حديث د. باسم عساف :
العالم اليوم يشهد التوترات والأحداث والحروب ، التي تنمُّ عن أطماعٍ توسُّعيةّ ، وعن تجاذباتٍ تدور رحاها في أكثر من موقع ، يدلُّ على مصالح الهيمنة والتسلُّط ، تمهيداً للتوسُّع وزيادة النفوذ العسكري والأمني ، إضافةُ إلى المصالح الإقتصادية وإحتكار المواد الإنتاجية ، التي تؤثِّر على تمكين الدول ومواجهتها ، في التنافس الجاري بين الأحلاف والمحاور ، التي تتوزعها الدول المتصادمة …
وتابع د. عساف :
وعليه فإننا نرى الصراع العالمي ، يدور في ثلاثة محاور أساسية ، يشترك بها العديد من الدول المتنافسة ، أولها وأكبرها : مسألة الشرق الأوسط الجديد ، والتي تؤجِّج نارها دويلة الكيان الصهيوني ، بالإعتماد على الإدارة الأميركية المرتبطة بالحركة الصهيونية ، والتي باتت تسيطر على معظم الدول الكبرى والصغرى ، بواسطة الحكومة الخفيَّة وسيطرتها على المنظمات الدوليَّة ، لذا فإن الكيان الإسرائيلي يتمادى في القتل والتدمير والإبادة ، والتوسع بضمان هؤلاء ، على حساب الشعوب المحرومة بالمنطقة …
وثانيها : الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا ، والتي تشغل كافة الدول الأوروبية وباقي أعضاء حلف الناتو وفي مقدمتهم أميركا ، التي تحارب برأس حربة تستخدم لها الجيش والشعب الأوكراني ، لتحقق مصالحها في حصار روسيا والبلادالمحيطة ، ولتتحكم بها بإسم حلف طالناتو ، الذي يجيِّر الدول الأوروبية للدَّفع بها نحو مساندة أوكرانيا عسكرياً ، بينما هي تتلقى ردات الفعل بنقص الغاز والبترول والعديد من السلع ، التي حرمت منها ، أكان من روسيا أو أوكرانيا بسبب الحرب ، مما إرتدٌَ ذلك على البلدان والشعوب الأوروبية ، وتسبب لها بأزمات عديدة ، مما جعل من أحزاب اليمين المتطرف لتتقدم في إنتخابات أكثر من بلد ، وجعل من أميركا تسير بإتجاه الرأسماليين ، ليعودوا إلى الحكم والتشديد فيه ، وليكون لها التسلُّط على هذا المحور …
ثالثها : تتجسَّد بالمسألة التي تدور حول تايوان ، والممرات البحرية حول الصين والكوريتين ، والتي لها أبعاد إقتصادية وتجارية ، إضافةإلى العسكرية ، التي تتأزم وتتصاعد وتيرتها مع أميركا ، والتي تنظر إلى الصين كعدوٍ أول ، حيث تتصاعد قوته على أكثر من صعيد ، وقد باتت الصين لها إمتدادات وأذرع ، في أكثر من منطقة بالقارات الثلاث : آسيا وأوروبا وأفريقيا ، والتي باتت تؤرق الأطماع الأميركية بالهيمنة والتوسع الإستراتيجي ، خاصَّةً بأن الصِّين تتجه إلى تشكيل المِحور الشَّرقي مع روسيا وإيران وكوريا الشمالية ، إمتداداً إلى إنشاء منظمة (البريكس) لتضم دولاً أخرى ، ترتكز على التعامل التجاري بغير الدولار ، وأن تكون مُستقِلَّة عن المنظمات الدوليَّة التي تحركها أميركا…
وأضاف د. عساف : أما بشأن الأطماع الأميركية في البلدان التي حولها ، كمواقع إستراتيجية ، مثل بنما ومضيقها ، وكندا وترينيناند وثرواتها ، التي تستفيد منها جغرافياً وإقتصادياً وأمنياً ، لتكون تحت سيطرتها ، كما تتَّخذ مواقع عديدةٍ في العالم من خلال قواعدها العسكرية ، المنتشرة هنا وهناك في القارات ، والتي تقسِّمها إلى مناطق إستراتيجيَّةٍ خمس ، تسيطر من خلالها ومن خلال أساطيلها وحاملات الطائرات ، على دول العالم ، بإستخدام القوة وأسلحة الدمار الشامل ، فيما تحوي هي ، أكبر تمثال للحرية وتدَّعي بأنها أكبر دولة ديموقراطية ، تدَّعي بالحفاظ على الأمن والسلام العالمي ، من خلال الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، الذين يقرِّران حفظ حقوق الإنسان ، وحقوق الشعوب بتقرير مصيرها ، ما عدا إسرائيل التي تستخدم لها الفيتو لأجل عدم إدانتها …
وتحدث د. عساف عن التغيير في الساحة اللبنانية وإنتخاب الرئيس العماد جوزاف عون وإعتماد بيان القسم المتناغم مع التطورات وقرار /١٧٠١ ورأى أن الأمور تتجه نحو الحسم من التفلت الذي دام لسنوات وما قبل الإنتفاضة ، ولتكون على درب إستعادة الدولة وهيبتها بالمؤسسات والنظام وتطبيق دستور الطائف الذي فقد تنفيذه مع مرحلة النظام السابق الذي يتبع المحاور الإقليمية …
