قرارٌ غيرُ قابلٍ للتنفيذِ!
بقلم :الصحافية إلهام سعيد فريحة
وكأنَّ الكرةَ رُميتْ في ملعبِ الجيشِ اللبنانيِّ لوضعِ خطَّةٍ يلعبُ الشيطانُ في تفاصيلها..
وهكذا وفي ضوءِ الهزالةِ التمثيليةِ للثنائيِّ الشيعيِّ في الحكومةِ، مرَّ قرارُ حصرِ السلاحِ بيدِ الجيشِ اللبنانيِّ في مهلةٍ لا تتخطى آخرَ السنةِ..
ولكنْ كيفَ وبأيَّةِ آليَّةٍ ما دامَ الثنائيُّ يعتبرُ أنَّ القرارَ إنقلابيٌّ ومخالفٌ للدستورِ، وجاءَ تلبيةً لضغوطاتٍ خارجيةٍ،
وهذا الإرباكُ الواضحُ لجهةِ صدورِ القرارِ بدا واضحاً منْ خلالِ أداءِ وزيرِ الاعلامِ او منْ خلالِ “عدمِ مواجهةِ” رئيسِ الحكومةِ للصحافيينَ،
ليكونَ القرارُ صادراً منْ دونِ آليَّةٍ واضحةٍ للتنفيذِ:
هلْ بالقوةِ ام بالتوافقِ، وكيفَ بالتوافقِ ما دامَ “الحزبُ” غيرَ موافقٍ، وما دامَ سيتمُّ النقاشُ في ورقةِ توم باراك اليومَ.
فما الذي سيتغيَّرُ؟
وهلْ المهلةُ منْ الآنِ وحتى آخرِ السنةِ ستقبلُ بها اسرائيلُ حتى ولو كانَ ذلكَ وارداً في ورقةِ توم باراك،
وهلْ هذا يعني أنَّ اسرائيلَ ستوقِفُ إغتيالاتها وعمليَّاتها في لبنانَ؟
بالطبعِ لا..
وهذا الامرُ ألنْ يدفعَ حزبَ اللهِ إلى مزيدٍ منَ التصلُّبِ والمواجهةِ حتى ولو “باللحم الحي” كما يُقالُ..
نحنُ امامَ قرارٍ نريدُ لهُ أنْ ينفَّذَ، ولكنَّهُ غيرُ قابلٍ للتنفيذِ إلاَّ بالقوةِ ما دامَ “الحزبُ” حتى الساعةَ يكابرُ ولا يريدُ أنْ يسلِّمَ سلاحهُ إلاَّ ضمنَ حوارٍ وأستراتيجيةٍ وكلامٍ صارَ ممجوجاً..
منْ هنا.. كيفَ يُرادُ لهذا القرارِ أنْ ينفَّذَ؟
هلْ ينصاعُ “الحزبُ” إذا بقيَ متروكاً ام يواجهُ؟
وإذا كانَ السلاحُ صارَ فاقدَ القدرةِ،
هلْ يتحوَّلُ الناسُ دروعاً بشريَّةً يحتمي بهمْ “الحزبُ” كما في كلِّ مرَّةٍ عبرَ تسييرِ الدَّراجاتِ،
او المظاهراتِ او الإعتصاماتِ او إحراقِ الدواليبِ او إقفالِ طريقِ المطارِ؟
ولعلَّ السؤالَ الأبرزَ: هلْ تقفُ مجموعاتُ الطوائفِ الاخرى متفرِّجةً على فريقٍ يستقوي عليها وعلى الدولةِ؟
الكرةُ… في ملعبِ “الحزبِ”، حتى لا يكونَ الجيشُ كما في كلِّ مرَّةٍ “كبشَ الفداءِ”…!